اليمامة ، والمعنى أهل اليمامة. فأنّث الفعل وجعله في اللفظ لليمامة ؛ فترك اللفظ على ما يكون عليه في سعة الكلام» (١).
يريد سيبويه أن العرب قالت : (اجتمعت) فأنثوا لأن الفاعل مؤنث وهو اليمامة ، فأنثوا على اللفظ ، ومعنى الإخبار هو عن أهل اليمامة.
وقال بعضهم ـ بعد استمرار لفظهم على تأنيث الفعل في (اجتمعت اليمامة) ـ : اجتمعت أهل اليمامة ، فترك علامة التأنيث ، وقد جعل الفعل للأهل ، وكان ينبغي أن يذكّر لأن الفاعل هو الأهل ، والأهل مذكّر ، وهو في المعنى فاعل ، فلم يذهبوا بالتأنيث إلى اللفظ ولا إلى المعنى ، لأن الأهل مذكر في اللفظ والمعنى.
ووجه قولهم : اجتمعت أهل اليمامة ؛ أنهم لما أثبتوا التاء في قولهم : اجتمعت اليمامة ، وأكثروا استعمال هذا الكلام ، ثم أدخلوا الأهل ؛ تركوا (٢) التاء في قولهم (اجتمعت) ثابتة على ما كانت عليه.
قال (١ / ٢٦) : «ومثله : يا طلحة أقبل ، لأن أكثر ما يدعو (٣) طلحة بالترخيم ، فترك الحاء على حالها» (٤).
يريد أن العرب لما / أكثرت استعمال طلحة مرخما ، وهو إذا رخّم حذفت التاء وبقيت الحاء مفتوحة ، واحتاجوا إلى إدخال تاء التأنيث (٥) على المرخم ، وجعلوا
__________________
(١) عبارة سيبويه : «وسمعنا من يوثق به من العرب يقول : اجتمعت .. يعني أهل اليمامة ، فأنث الفعل في اللفظ ؛ إذ جعله ..».
(٢) في المطبوع : وتركوا.
(٣) في الأصل والمطبوع : (تدعو) بالتاء. والضمير يعود على : من يوثق بعربيته.
(٤) عبارة سيبويه : «ومثله في هذا : يا طلحة ..».
(٥) قيل هي التاء المحذوفة أعيدت لبيان الحركة. أما إذا وقف على المرخّم بحذف الهاء ، فالغالب أن تلحقه هاء السكت ، وبعض العرب يقف بلا هاء. انظر التفصيل عند الأشموني ٢ / ٤٦٨