متلف (١) موضع تلف ، يبرّح بالبعير الذكر : أي يحمله على ما يكره من السير ويشقّ عليه ، ويقال : لقي منه برحا بارحا : إذا لقي منه شدة. والضابط الشديد.
والشاهد (٢) أنه نصب (السير) بتقدير : ما أكون أنا والسير.
[نصب الاسم باضمار فعل ـ إذ قبح عطفه على ضمير مجرور]
٥٦ ـ قال سيبويه (١ / ١٥٥) في : «باب يضمرون فيه الفعل ، يقبح أن يجري على أوله ، وذلك قولك : مالك وزيدا وما شأنك وعمرا» (٣).
أراد أنهم لما رأوا هذا الاسم الظاهر لا يصلح (٤) عطفه على المضمر المجرور ، أضمروا له فعلا ينصبه.
__________________
ـ مالي ألابس السير في متلف. قلت : وهو أقرب إلى أداء الشاعر ؛ وإن تعودنا سماع فخرهم باقتحام المشاق لا تهيّبها. وأبيات القصيدة لا تقدم مرجّحا ، سوى بيان المزيد من شدائد هذا المتلف.
(١) في المطبوع : (متلف) بضم أوله في البيت والشرح.
(٢) ورد الشاهد في : النحاس ٤٨ / أوالأعلم ١ / ١٥٣ والكوفي ٥٠ / ب و ١٥٢ / ب والأشموني ١ / ٢٢٤ وقال الأعلم : ولو رفع (السير) هنا عطفا على (أنا) لكان أجود». قلت : وكذلك لا يحوجنا هذا إلى تكلف التأويل ، ولكن المعنى بالنصب أغنى وأفعل. والتقدير عند الأعلم : مالي ألابس السير. ونظم ذلك ابن مالك بقوله :
وبعد (ما) استفهام أو (كيف) نصب |
|
بفعل كون مضمر بعض العرب |
(٣) عبارة سيبويه : «.. لقبح الكلام إذا حمل آخره على أوله ..».
(٤) في المطبوع : لا يصح.