والتفسير الأول أعجب إليّ (١).
__________________
(*) وهنا ينبري الغندجاني للرد بإسهاب ، فيقول بعد أن أورد شرح ابن السيرافي للبيتين :
«قال س هذا موضع المثل :
أصبحت من ذكر أرجوانة كال ... |
|
مرسل ماء فأمسك الزّبدا |
ما أكثر ما يرجّح ابن السيرافيّ الرديء على الجيد ، والزائف على الجائز.
وذلك أنه مال إلى القول بأن البضوع هنا اللحم ، ولعمري إنها لو كانت لحوم المعزى والإبل لجاز أن يقع عليها اسم الرّخص والغلاء ، وهذه غباوة تامة.
والصواب أنهم لما قتلوه عرّضوا نساءه للسّباء ، لأنه لم يبق لهن من يحميهن ويذود عنهن. ثم إنه لم يذكر قاتل بشر من أي قبائل بني أسد كان ، وإذا لم تعرف حقيقة هذا ؛ لم يدر لأي شيء افتخر المرّار بذلك.
وقاتله سبع بن الحسحاس الفقعسي ، ورئيس الجيش جيش بني أسد ذلك اليوم خالد بن نضلة الفقعسي ، وهو جدّ المرّار بن سعيد بن حبيب بن خالد ابن نضلة.
وكان من حديث هذا اليوم وهو يوم قلاب ؛ أن حيأ من بني الحارث ابن ثعلبة بن دودان غزوا ، وعليهم خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس ، فقالوا لكاهن لهم : انظر هل يخبرك صاحبك عن الماء؟ فتسجّى بثوبه ، فأتاه شيطانه فقال : اركبوا شنخوبا وطبلالا ، فاقلسوا الأرض أميالا ، فإنكم سترون قارات طوالا : وإن بينهن بلالا.
فحملوا رجلا منهم على أحد الفرسين ، فأجراه ، فوجد قارات بينهن غدير من ماء السماء ، فاستقى القوم وسقوا وأكلوا تمرا من زادهم ، فاعترض بشر ابن عمرو لآثارهم فقال : هذه آثار بني أسد. فلما وردوا الماء قال : انظروا