أى الغنى انتزع
من نفسه شخصا آخر مثله فى فقد الخيل والمال وخاطبه
[المبالغة]
:
(ومنه) أى ومن
المعنوى (المبالغة المقبولة) لأن المردودة لا تكون من المحسنات وفى هذا إشارة إلى
الرد على من زعم أن المبالغة مقبولة مطلقا وعلى من زعم أنها مردودة مطلقا ...
______________________________________________________
خيل ولا مال عندك تهديه للمادح فإذا لم يكن عندك شىء من ذلك تواسى به
المادح فواسه بحسن النطق.
(قوله : أى الغنى) تفسير للحال والمعنى فليعن حسن النطق بالاعتذار بالفقر
على عدم الإهداء إن لم يعن الحال الذى هو الغنى على الإهداء إليه لعدم وجدانه ،
وعبارة الأطول : المراد بالحال الفقر ، والمعنى : فليسعد النطق بالاعتذار بالفقر
على عدم الإهداء إن لم يعن الحال الذى هو الفقر على الإهداء إليه ، وفيه أن الفقر
لا يساعد ولا يعين على الإهداء ، وإنما الذى يساعد ويعين عليه الغنى الذى هو عادمه
فتأمل.
[المبالغة]
:
(قوله : المقبولة) أى : وهى الإغراق والتبليغ وبعض صور الغلو (قوله : لأن المردودة إلخ) علة لمحذوف أى : وقيد بالمقبولة ؛ لأن المردودة وهى بعض
صور الغلو لا تكون إلخ ؛ لأن الغلو كما سيأتى إن كان معها لفظ يقربها من الصحة أو
تضمنت نوعا حسنا من التخييل أو خرجت مخرج الهزل والخلاعة قبلت وإلا ردت (قوله : وفى هذا) أى : التقييد بالمقبولة (قوله : أن
المبالغة مقبولة مطلقا) أى : سواء كانت تبليغا أو إغراقا أو غلوّا ، وذلك لأن حاصلها أن يثبت فى
الشىء من القوة أو الضعف ما ليس فيه وخير الكلام ما بولغ فيه وأعذب الحديث أكذبه
مع إيهام الصحة وظهور المراد ، وحينئذ فتكون من المحسنات مطلقا وإنما قلنا مع
إيهام الصحة وظهور المراد ؛ لأن الكذب المحض الذى هو قصد ترويح ظاهره مع فساده لم
يقل أحد من العقلاء أنه مستحسن.
(قوله : وعلى من زعم أنها مردودة مطلقا) أى : لأن خير الكلام ما خرج مخرج الحق وجاء على منهج
الصدق ولا خير فى كلام أوهم كذبا أو حققه كما يشهد له قول حسان ، ـ رضى الله عنه :
__________________