(وقوله : سأشكر عمرا إن تراخت منيتى ، أيادى) بدل من عمرا (لم تمنّن وإن هى جلّت) أى لم تقطع أو لم تخلط بمنة وإن عظمت وكثرت.
(فتى غير محجوب الغنى عن صديقه |
|
ولا مظهر الشكوى إذا النّعل زلّت) (١) |
______________________________________________________
وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (قوله : وقوله) أى : الشاعر وهو محمد بن سعيد الكاتب فى مدح عمرو بن سعيد ، وسبب مدحه له بذلك أنه دخل عليه فرأى كمه مشقوقا من تحته فبعث إليه بعشرة آلاف درهم (قوله : إن تراخت منيتى) (٢) أى : إذا تأخرت مدتى وطال عمرى شكرت عمرا أى : أديت حق شكر نعمته بالمبالغة فى إظهارها والثناء عليه بها ، والمراد بالشكر الموعود به أكمله بالمبالغة وإلا فقد شكره فى إظهارها والثناء عليه بها ، والمراد بالشكر الموعود به أكمله بالمبالغة وإلا فقد شكره بذكرها وثنائه عليه بها (قوله : بدل من عمرا) أى : بدل اشتمال من عمرا وينبغى أن يقدر الرابط أى : أيادى له لوجوبه فى بدلى البعض والاشتمال ، والأيادى : جمع أيد وهى النعم ، والأيدى جمع يد بمعنى النعمة ، فهو جمع الجمع (قوله : وإن هى جلّت) إن : وصلية ، والجملة حالية أى : وإن كانت جليلة فى نفس الأمر فهو لا يقطعها ولا يمن بها.
(قوله : أى لم تقطع) بل هى دائما مسترسلة ، فتمنن مأخوذ من المن وهو القطع (قوله : أو لم تخلط بمنة) أى : بذكرها له على وجه المنة (قوله : فتى) أى هو فتى من صفته أنه لا يحجب الغنى عن كل صديق له ولا يستقل به عن الأصدقاء (قوله : ولا مظهر الشكوى) بالرفع عطف على غير الواقع صفة للخبر (قوله : كناية إلخ) فالمعنى أن من صفته أنه لا يظهر الشكوى إذا نزلت به البلايا وابتلى بالشدة ، بل يصبر على ما ينوبه من حوادث الزمان ولا يشكو ذلك إلا لله ، فقد وصف الشاعر ذلك الممدوح بنهاية كمال المروءة وحسن الطبع حيث ذكر أن ذلك الممدوح من صفته أنه إذا كان فى غنى ويسر لم يستأثر به ، بل يشارك فيه أصحابه ، وإذا كان فى عسر وتضعضع لا يشكو من
__________________
(١) البيت تتمة للبيت السابق.
(٢) فى الإيضاح وهو لعبد الله بن الزبير فى ديوانه ص ١٤٢ ، وفى البيتان للطيبى ١ / ١٤٧ ، لكن نسبت لإبراهيم بن العباس الصولى ، فى شرح عقود الجمان للمرشدى ١ / ٥٢ ، ونسبت لأبى الأسود الدؤلى فى دلائل الإعجاز.