(وفى التنزيل : (كُلٌّ فِي فَلَكٍ)(١)(وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)(٢) والجرف المشدد فى حكم المخفف ، لأن المعتبر هو الحروف المكتوبة ، وقد يكون ذلك فى المفرد نحو سلس وتغاير القلب بهذا المعنى ...
______________________________________________________
فإن هذا بيت من مشطور المتقارب ، وإذا قلبت المصراع الأخير خرج المصراع الأول ، وإذا قلبت المصراع الأول خرج المصراع الأخير وتارة لا يكون كذلك ، بل يكون مجموع البيت قلب المجموعة ، وأما كل مصراع فلا يخرج من قلب الآخر كما فى قوله : مودته تدوم إلخ.
(قوله : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)) أى : بإلغاء حرف العطف وهو الواو لخروجه عن ذلك ، ومن قبيل القلب الواقع فى الآية قولهم : قلع مركب ببكر معلق.
(قوله : والحرف المشدد فى حكم المخفف) أى : لأن المنظور له فى القلب الحرف المكتوب فلا يضر فى القلب اختلاف لامى كل وفلك مثلا تشديدا وتخفيفا والحرف المقصور فى حكم الممدود ، ولذا تحقق القلب فى أرض خضراء ولا اعتداد بالهمزة ، ولذا لم يضر ذلك ، ولا يضر اختلاف الحركات ولا انقلاب المحرك ساكنا وعكسه ، ولهذا استشهدوا بقول العماد الفاضل : سر فلا كبا بك الفرس ، وجواب الفاضل له : دام علا العماد ، ولا يضر سقوط ألف علا فى الوصل ، وعود ألف الفرس الساقطة فى الوصل (قوله : وقد يكون ذلك) أى : القلب (قوله : نحو سلس) هو بفتح اللام وكسرها ، فالأول مصدر ، والثانى وصف ودخل بنحو كشك وكعك وخوخ وباب وشاش وساس ، واعلم أن ما ذكره المصنف من القلب المراد به قلب الحروف ، ومن القلب نوع آخر يقال له قلب الكلمات وهو : أن يكون الكلام بحيث لو عكسته بأن ابتدأت بالكلمة الأخيرة منه ، ثم بما يليها ، وهكذا إلى أن تصل إلى الكلمة الأولى منه يحصل كلام مفيد مغاير للأول المقلوب كقوله :
عدلوا فما ظلمت لهم دول |
|
سعدوا فما زالت لهم نعم |
__________________
(١) الأنبياء : ٣٣.
(٢) المدثر : ٣.