(وقوله :
فدع الوعيد فما وعيدك ضائرى |
|
أطنين أجنحة الذباب يضير) |
وهذا فيما يكون الملحق الآخر اشتقاقا وهو ضائرى فى آخر المصراع الأول
______________________________________________________
من ظاهر لائم أى : ظهر الشيب يلومنى على جرى الخيل إلى الأماكن التى فيها اللهو فبعدا له من ظاهر لائم ، فلاح الأول : ماضى يلوح مأخوذ من اللوحان وهو الظهور ، والثانى اسم فاعل من لحاه إذا لامه ، ومثال ما وقع الملحق الآخر فى آخر المصراع الأول قول الحريرى أيضا
ومضطلع بتلخيص المعانى |
|
ومطّلع إلى تخليص عانى |
المضطلع بالشىء القوى فيه الناهض به وتلخيص المعانى اختصار ألفاظها وتحسين عباراتها والمطلع الناظر وتخليص العانى فكاك الأسير ، فالأول من عنى يعنى ، والثانى من عنا يعنو ، ومثال ما وقع الملحق الآخر فى صدر المصراع الثانى قول الآخر :
لعمرى لقد كان الثّريّا مكانه |
|
ثراء فأضحى الآن مثواه فى الثّرى (١) |
ثراء نصب على التمييز أى : لقد كانت الثريا مكانه من جهة ثروته وغناه ، يقال لمن أصبح غنيا ذا ثروة : أصبح فلان فى الثريا أو فى العيوق ، وقوله مثواه فى الثرى أى : فى الأرض والتراب ، والشاهد فى ثراء الأول والثرى الثانى ، فإن الأول واوى من الثروة والثانى يائى قال العلامة اليعقوبى : ويضعف كون هذا المثال من الملحق أن أحد اللفظين وهو الثانى لم يشتق من شىء حتى يتوهم فيهما الاشتقاق من أصل واحد ، فالأقرب فيهما التجانس إلا أن يقال يكفى فى تبادر اشتقاقهما من أصل واحد كون أحدهما مأخوذا من شىء فيسرى الوهم الآخر ـ تأمل.
(قوله : وقوله (٢) فدع الوعيد إلخ) أى : وقول الشاعر وهو ابن عيينة المهلبى والشاهد فى ضائرى ويضير فإنهما مما يجمعهما الاشتقاق ؛ لأنهما مشتقان من الضير بمعنى الضرر ، وقد وقع الأول فى آخر المصراع الأول والثانى فى عجز البيت ، ومعنى البيت دع
__________________
(١) بلا نسبة فى المصباح ص ١٦٧.
(٢) فى الإشارات ص ٢٩٧ ، ودلائل الإعجاز ص ١٢١.