(نحو قوله تعالى (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ)(١) فى المكررين (ونحو : سائل اللئيم يرجع ودمعه سائل) فى المتجانسين (ونحو قوله تعالى : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً)(٢) فى الملحقين اشتقاقا (ونحو (قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ)(٣) فى الملحقين بشبه الاشتقاق (و) ...
______________________________________________________
الموجود أحدهما فى أول الفقرة والآخر فى آخرها إما أن يكونا مكررين أو متجانسين ، أو ملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق ، أو من جهة شبه الاشتقاق فهذه أربعة ، وقد مثل المصنف لها على هذا الترتيب (قوله : نحو : (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ)) فقد وقع تخشى فى أول هذه الفقرة وكرر فى آخرها ، ولا يضر اتصال الآخر بالهاء فى كونه آخرا ؛ لأن الضمير المتصل كالجزء من الفعل ؛ لأنه لما كان مفعولا له كان من تتمته (قوله : سائل اللئيم) أى : طالب المعروف من الرجل الموصوف باللآمة والرذالة (وقوله : ودمعه سائل) أى : ودمع السائل ، ويحتمل ودمع اللئيم وهو أبلغ فى ذم اللئيم حيث لا يطيق السؤال ـ قاله فى الأطول.
(قوله : فى المتجانسين) أى : إن سائل الذى فى أول الفقرة وسائل الذى فى آخرها متجانسان ؛ لأن الأول من السؤال والثانى من السيلان (قوله : ونحو قوله تعالى : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً)) لم يعتبر فى الآية لفظ فقلت قبل استغفروا ؛ لأن استغفروا هو أول فقرة فى كلام نوح ـ عليهالسلام ـ وهى المعتبرة أولا ، ولفظ قلت لحكايتها (قوله : فى الملحقين اشتقاقا) أى : فى الملحقين بالمتجانسين من جهة الاشتقاق ؛ لأن استغفروا وغفّارا مشتقان من المغفرة ، ولذلك الاشتقاق ألحقا بالمتجانسين.
(قوله : فى الملحقين يشبه الاشتقاق) أى : فى الملحقين بالمتجانسين بسبب شبه الاشتقاق فصلة الملحقين محذوفة ، والباء فى قوله بشبه للسببية ؛ ولأن الإلحاق إنما هو بالمتجانسين لا بشبه الاشتقاق ، والحاصل أن بين قال والقالين شبه اشتقاق وبه ألحقا
__________________
(١) الأحزاب : ٣٧.
(٢) نوح : ١٠.
(٣) الشعراء : ١٦٨.