وبناء فعلة يدل على الاعتياد (أوفى الوسط نحو (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)(١) وفى عدم تقارب الفاء والميم نظر فإنهما شفويتان ...
______________________________________________________
والطعن فيها : تفسير (قوله : وبناء فعلة) أى : بضم الفاء وفتح العين (قوله : يدل على الاعتياد) أى فلا يقال : فلان ضحكة ولا لعبة ، إلا لمن كان ملازما لذلك بحيث صار عادة له ، إلا لمن وقع منه ذلك فى الجملة ، والشاهد فى همزة ولمزة فإن بينهما جناسا لاحقا ؛ لأن الهاء واللام متباينان ومتباعدان فى المخرج ؛ لأن الهاء من أقصى الحلق واللام من طرف اللسان ووقعا فى أول اللفظين المتجانسين.
(قوله : تفرحون) أى : تتكبرون فى الأرض (وقوله : تمرحون) أى : تتوسعون فى الفرح ، فالمرح : نهاية الفرح ، والشاهد فى تفرحون وتمرحون فإن بينهما جناسا لاحقا على ما قال المصنف ؛ لتباين الفاء والميم وتباعدهما فى المخرج (قوله : وفى عدم إلخ) حاصله أن كون الجناس الذى فى هذه الآية لاحقا فيه ؛ لأن التقارب فى المخرج بين الفاء والميم موجود ؛ لأنهما شفويتان ؛ غاية الأمر أن الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الأسنان والميم من ظاهر الشفتين ولا يخرجهما ذلك عن كونهما شفويتين ، وحينئذ فالجناس فى هذه الآية مضارع لا لاحق وقد أجاب بعضهم : بأن المراد من تقارب المخرج هنا قصر المسافة بين المخرجين وليس بين مخرجى الفاء والميم تقارب بهذا المعنى ؛ لأن الميم من ظاهر الشفتين والفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الأسنان وأنت خبير بأن هذا الجواب يدل على عدم اتحاد مخرجهما لا على طول السمافة بينهما ، فالأولى لأجل هذا البحث أن يمثل بقوله تعالى : (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)(٢) فإن الهاء والدال متباينان ومتباعدان فى المخرج ؛ فإن الهاء : من أقصى الحلق ، والدال من اللسان مع أصول الأسنان.
__________________
(١) غافر : ٧٥.
(٢) العاديات : ٧ ، ٨.