على خلاف مراده) حال كونه خلاف مراده (مما يحتمله) ذلك اللفظ (بذكر متعلقة) أى إنما يحمل على خلاف مراده بأن يذكر متعلق ذلك اللفظ (كقوله
______________________________________________________
(قوله : على خلاف مراده) أى مراد ذلك الغير ، وذلك كما لو أطلق الغير لفظا على معنى فيحمله غير من أطلقه على معنى آخر لم يرده المتكلم الأول (قوله : مما يحتمله ذلك اللفظ) أى : من المعانى التى يحتملها ذلك اللفظ احتمالا حقيقيا أو مجازيا ، بأن يكون اللفظ صالحا لذلك المعنى الذى حمل عليه ، وإن كان لم يرد ، فلو كان اللفظ غير صالح له ، كان الحمل عليه عبثا لا بديعا (قوله : بذكر متعلقه) متعلق بحمل والباء للسببية أى وحمل اللفظ على الخلاف المحتمل بسبب ذكر متعلق ذلك اللفظ (قوله : بأن يذكر متعلق ذلك اللفظ) المراد بالمتعلق هنا ما يناسب المعنى المحمول عليه ، سواء كان متعلقا اصطلاحيا كالمفعول والجار والمجرور أو لا ، فالأول كقوله (١) :
قلت ثقلت إذ أتيت مرارا إلخ.
والثانى كقوله :
لقد بهتوا لمّا رأونى شاحبا |
|
فقالوا به عين فقلت وعارض |
أرادوا بالعين إصابة العائن وحمله على إصابة عين المعشوق بذكر ملائم وهو العارض فى الأسنان التى هى كالبرد ، فكأنه قال صدقتم بأن بى عينا ، لكن بى عينها وعارضها لا عين العائن ، ووجه كون هذا الضرب من القول بالموجب ظاهر كالأول ، لأنه اعترف بما ذكر المخاطب لكن المعنى غير مراد ، ولما لم يصرح بنفى المراد صار ظاهرة إقرارا بما قيل وذلك ظاهر ، وقد فهم من البيتين أن الحمل على خلاف المراد تارة يكون بإعادة المحمول ، كما فى البيت المذكور فى المتن ، وكما فى قول بعضهم :
جاء أهلى لمّا رأونى عليلا |
|
بحكيم لشرح دائى يسعف |
قال هذا به إصابة عين |
|
قلت عين الحبيب إن كنت تعرف |
__________________
(١) في الإشارات لمحمد بن علي الجرجاني ص ٢٨٧ وعزاهما المحقق للحسن بن أحمد المعروف بابن حجاج الشاعر الهازل ، وينسبان لمحمد بن إبراهيم الأسدي.