وقد علله بأنه عرق حماها الحادثة بسبب عطاء الممدوح (أو يظهر لها) أى لتلك الصفة (علة غير) العلة (المذكورة) لتكون المذكورة غير حقيقية فتكون من حسن التعليل ...
______________________________________________________
أى : الذى تضمنه الكلام (قوله : وقد علله) أى : علل ذلك النزول (قوله : بأنه عرق حماها) أى : بأنه من حماها ذات العرق فهو من إضافة الصفة للموصوف وهو على حذف مضاف أى : وتلك العلة غير مطابقة للواقع (قوله : بسبب عطاء الممدوح) أى : بسبب الغيرة من عدم مشابهة عطائها لعطاء الممدوح (قوله : أو يظهر لها) أى : فى العادة (قوله : غير العلة المذكورة) أى : غير العلة التى ذكرها المتكلم لحسن التعليل (قوله : لتكون إلخ) أى : وإنما قيد العلة الظاهرة بكونها غير المذكورة لأجل أن تكون المذكورة غير حقيقية أى غير مطابقة لما فى نفس الأمر فتكون من حسن التعليل ، إذ لو كانت علتها الظاهرة هى التى ذكرت لكانت تلك العلة المذكورة حقيقية أى : مطابقة للواقع فلا تكون من حسن التعليل هذا كلامه ، وقضيته ثبوت الملازمة بين ظهورها فى العادة وكونها حقيقية وليس كذلك ؛ لجواز أن تكون الظاهرة غير المأتى بها من المشهورات الكاذبة ، فالمأتى بها غير حقيقية فتكون من حسن التعليل ، والحاصل أنه يشترط فى حسن التعليل كون العلة التى ذكرت. غير مطابقة لما فى نفس الأمر ، فإن ظهرت علة أخرى سواء كانت مطابقة أو غير مطابقة فلا بد أن تكون هذه المأتى بها غير مطابقة لتكون من حسن التعليل ، كما أنه لا بد أن تكون غير مطابقة حيث لا يظهر للمعلول علة أخرى أيضا ، إذ كونها غير مطابقة لا بد منه فى كل موطن من مواطن حسن التعليل وبهذا علم أن ذكر كونها لا بد أن تكون غير مطابقة حيث تظهر علة أخرى فيه إيهام اختصاص هذا المعنى بما إذا ظهر غيرها وإيهام أن الظاهر تكون مطابقة حيث ذكر غير المطابقة معها والتحقيق ما قررناه من جواز كون الظاهرة غير مطابقة لصحة أن تكون من المشهورات الكاذبة كما لو قيل هذا متلصص لدورانه فى الليل بالسلاح ا. ه يعقوبى.