أى لا يكون ما اعتبر علة لهذا الوصف علة له فى الواقع كما إذا قلت : قتل فلان أعاديه لدفع ضررهم فإنه ليس فى شىء من حسن التعليل وما قيل من أن هذا الوصف أعنى غير حقيقى ليس بمفيد هاهنا ؛ لأن الاعتبار لا يكون إلا غير حقيقى فغلط ومنشؤه ما سمع ...
______________________________________________________
وفيه أن الذى يوصف بكونه حقيقيّا ، أو غير حقيقى الأمر المعتبر لا الاعتبار ، وأجيب بأن الضمير فى قوله : غير حقيقى أى : هو راجع للاعتبار بمعنى المعتبر على طريق الاستخدام كما أشار لذلك الشارح بقوله أى : لا يكون ما اعتبر إلخ ، والمراد بالحقيقى ما كان علة فى الواقع سواء كان أمرا اعتباريّا أو موجود فى الخارج ، وغير الحقيقى ما كان غير مطابق للواقع بمعنى أنه ليس علة فى نفس الأمر ، بل اعتبر بوجه يتخيل به كونه صحيحا كان ذلك المعتبر أمرا اعتباريّا أو موجودا فى الخارج.
(قوله : أى لا يكون إلخ) أى : يجب أن يكون ما اعتبر من العلة المناسبة لها الوصف غير مطابقة للواقع بمعنى : أنها ليست علة له فى نفس الأمر ، بل اعتبر كونها علة بوجه يتخيل به كون التعليل صحيحا ، فلو كانت تلك العلة التى اعتبرت مناسبة للوصف حقيقة أى : علة له فى نفس الأمر ، لم يكن ذلك من محسنات الكلام لعدم التصرف فيه فإن قيل : كون الاعتبار لطيفا إنما يكون بكون العلة غير مطابقة للواقع فى التعليل إذ بذلك يثبت لطفه ؛ لأن جعل ما ليس بواقع واقعا على وجه لا ينكر ولا يمج هو الاعتبار اللطيف ، وحينئذ فلا حاجة لقوله غير حقيقى أى : غير مطابق ؛ لأن ذلك هو معنى كون المعتبر لطيفا قلنا : حصر لطف الاعتبار فى كون العلة غير مطابقة للواقع ممنوع ، إذ لا يجوز فى اعتبار العلة المناسبة للوصف أن يكون لطيفا أى : دقيقا حسنا ويكون مطابقا وما يكون من البديع يشترط فيه ألا يطابق فلذا وصفه بقوله : غير حقيقى (قوله : علة له فى الواقع) خبر يكون (قوله : كما إذا قلت إلخ) هذا التمثيل للمنفى (قوله : فإنه ليس فى شىء) أى : فى مرتبة من مراتب حسن التعليل ؛ لأن دفع الضرر علة فى الواقع لقتل الأعادى (قوله : وما قيل) مبتدأ خبره قوله : فغلط ، وحاصله أن بعض الشراح اعترض على المصنف ، فقال :الأولى إسقاط قوله : غير حقيقى ؛ لأن قوله : باعتبار لطيف يغنى عنه ؛ لأن الأمر الاعتباري