أمرته عليها ثلاث سنين ، وذكر خليفة : ولي الصائفة سنة ثلاث ومائة ، وغزا قيصره من أرض الروم سنة أربع ومائة ، وكان سبب تعيينه أن الحجاج شكا إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز والي مكة والمدينة وايوائه الفارين من العراق ، فجعل يؤذي من كان من عمر بن عبد العزيز بسبيل فلما ولي سليمان بن عبد الملك عزله ، واستعمل أبا بكر ابن محمد بن حزم على المدينة (١).
وقد ولى قضاء المدينة أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وحدد الطبري تاريخ قدومه المدينة لليلتين بقيتا من شوّال سنة ٩٤ ه فنزل دار مروان وهو يقول : محلّة والله مظعان ، المغرور من غرّ بك ، وقام باعتقال كل الفارين من العراق فحبسهم وطردهم من المدينة وخطب الناس :
أيها الناس ، إنا قد وجدناكم أهل غشّ لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه ، وقد ضوى إليكم من يزيد كم خبالا أهل العراق ، هم أهل الشقاق والنفاق ، هم والله عشّ النفاق ، وبيضته التي تفلقت عنه ... إني رأيت العراق داء عضالا ، وبها فرّخ الشيطان ... إنا والله ما رأينا شعارا قط مثل الأمن ... فالزموا الطاعة .. والله ما أنتم (ندي يا أهل المدينة) ـ بأصحاب قتال ، فكونوا من أحلاس بيوتكم ، وعضوا على النواجذ ، فإني بعثت في مجالسكم من يسمع فيبلغني عنكم ... فدعوا عيب الولاة .. والفتن تذهب بالدين وبالمال وبالولد (٢).
وله خبر مع عقيل بن علّفة بن الحارث بن معاوية اليربوعي ، حيث دخل عليه عندما كان واليا على المدينة فقال له يا عقيل : زوجني ابنتك ، فقال أبكرة من إبلي .. قال : أخرجوه عني ملعون خبيث فخرج وهو يقول (٣) :
كنا بني غيظ الرّجال فأصبحت |
|
بنو مالك غيظا وصرنا كمالك |
لحى الله دهرا ذعذع المال كلّه |
|
وسوّد أشباه الإماء العوارك |
٧٩ ـ عبد الرحمن [أبو بكر] بن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد ابن لوذان بن عمرو
__________________
(١) تفس المصادر السابقة
(٢) تاريخ الطبري ج ٦ ص ٤٨٥ ـ ٤٨٦
(٣) جمهرة النسب لابن الكلبي ص ٤١٩ ، الأغاني ج ١٢ ص ٢٥٦