الكويري ، والعقيد محمد حلمي ، حيث جرى توقيع الاتفاقية في ٧ كانون ٢ ـ ١٩١٩ ونص الاتفاقية وأحداثها الأخيرة في النقاط التالية :
١ ـ يغادر فخري باشا وكبار ضباط المدينة بعد مرور ٤٨ ساعة من تاريخ التوقيع.
٢ ـ أن يسلموا أنفسهم في مقر قيادة الأمير علي في بير درويش.
وحاول الفريق فخري تفجير الحجرة النبوية ورفض الاستسلام ، إلا أنه أقنع وقبل ، بل فرض عليه ذلك من قبل أركان قواته في المدينة الذين يئسوا من الحصار.
٣ ـ جاء فخري باشا بسيارته إلى جليجلة حيث استقبله الأمير عبد الله وهدّأ من روعه ، ثم غادر بسيارته إلى موقع بير درويش ، حيث سلم نفسه للأمير علي في ١٠ كانون ٢ ـ ١٩١٩ م ، وأحسنت معاملته ـ رغم مساوئه ـ ثم نقل إلى ينبع برا ، وبحرا إلى مصر إلى معسكر الأسرى الأتراك.
علق الضابط البريطاني ولسن على عناد فخر الدين باشا واستماتته الأسطورية في الدفاع عن المدينة : لو أن الله خلق أم فخري عاقرا .. وقد رد في احدى المرات على المندوب السامي البريطاني : أنا عثماني ، أنا محمدي ، وأنا جندي ... لرفضه الاستسلام.
إنّ فخر الدين باشا الذي اشتهر بلقب المدافع عن المدينة ، توفي في استانبول في ٣٢ تشرين الثاني ١٩٤٨ ، ودفن يوم الأربعاء التالي وسط موكب عسكري كبير في مقبرة العائلة في (رومللي حصار) وكانت ولادته في روسجوك سنة ١٨٦٩ م ، وقد توفي وعمره ٧٩ سنة.
ومن المعلوم أن فخري باشا وبصري باشا سلما مجاهدي الشريف حسين ١٨٠٠٠ بندقية+ ٢٠٠٠٠ ليرة ذهبية ، لتجهيز جيش الشريف حسين المزمع ارساله لحرب قناة السويس ولكن ذلك لم يتم بسبب عدم رغبة الشريف حسين بذلك حيث أن تحضيرات ثورته كانت في نهايتها ، كما أن أنور باشا وكيل القائد العام التركي مع جمال باشا قائد الفيلق الرابع التركي ، وصلا المدينة المنورة في شباط ١٩١٥ م للالتقاء بالشريف حسين ، ولكنه اعتذر عن اللقاء (١).
__________________
(١) الثورة العربية الكبرى ج ١ ص ١١٠ ـ ١١٨.