وهذا يعني أن سلطة بصري باشا تكون قد انتهت ببداية الحرب ، ومن المستحيل أن يمارس عمله في ظل قيادة فخري باشا الحديدية.
وقد ذكر صاحب المدينة عبر التاريخ : تولى بصري باشا المدينة سنة ١٣٣١ ه ، وكان أول أمره قائدا عسكريا ، ثم أضيفت اليه محافظة المدينة ، وبذلك أصبح باشا المدينة وحاكمها العسكري ، واستمر الى سنة ١٣٣٤ ه ، وعند دخول سنة ١٣٣٥ ه نقلته الدولة العثمانية الى القوات المرابطة بتبوك ، ونصبوا مكانه الفريق فخري باشا قائدا عاما ، وعبد المجيد باشا قائدا للقوات العسكرية بالمدينة.
وقد كان بصري باشا منتبها الى مكائد الشريف حسين ، وكان يرغب في الكيد له ، ولكن الدولة العثمانية لم تكن تؤيده ، وله كلمة مشهورة" لقد انتصر الذكاء العربي على الذكاء التركي في هذه المعركة".
وقد ذكرت بعض المصادر أن بصري باشا هذا جاء بعد وهيب باشا.
٤٦٩ ـ الفريق فخري بن بالي باشا (١)
أمير المدينة المنورة في سنة ١٣٣٤ ه ١٣٣٨ ه
وصل المدينة المنورة في أواخر أيار ١٩١٦ م ، وذلك لقيادة الجيش الرابع ، منتدبا من قبل جمال باشا ، وقد كان لديه احساس بالثورة ضد الترك ، في ٥ حزيران ١٩١٦ م حوصرت المدينة ، واستطاع فخري باشا صد الهجمات لمدة طويلة زادت عن ثلاث سنوات ، أظهر براعة قوية في الدفاع عن المدينة ، ولكنه وافق على الاستسلام بعد مباحثات مطولة ، وضغطت عليه حكومته من أجل الاستسلام ، وكذلك قادته العسكريين في المدينة ، وقد جرت المباحثات في بير درويش حضرها من قبل الأمير علي بن الحسين العقيد صبري العزاوي ، وضابط آخر ، وممثل بريطاني هو الكابتن غارلند ، والعقيد نوري
__________________
(١) موسوعة العتبات المقدسة ص ٣٢٢ ـ ٣٠٥ ، فصول في تاريخ المدينة المنورة ص ٤٠ ، المظالم في سورية والحجاز فايز الغصين ط ١٩١٨ م ـ ١٣٣٦ ه ص ٥٢ ـ ٩٢ ، مذكرات فايز الغصين ج ١ ص ٢٣٦ ط ١٩٣٩ م ، ابن زيدون المظالم في سورية والعراق والحجاز ، الثورة العربية الكبرى ، سلامة موسى ص ٥٥ ـ ٣٠٨ ، الثورة العربية الكبرى ، أمين سعيد ط ١ عيسى بابي الحلبي ج ١ ص ١١٦ ـ ٢٠١ ، مذكرات الأمير عبد الله بن الحسين ص ١٢٩ ، أمراء مكة في العهد العثماني ص ١٨٣ ، مذكرات الملك عبد الله ملك الاردن ص ١٣٧ وما بعدها تفصيل واف عن كيفية استسلام فخري باشا لقوات الشريف حسين.