عند بيت الله الحرام لا بنيه؟؟؟ ، لنكون مع المظلوم منهما على الظالم ، مع المغدور على الغادر وقد كان أحد شهود هذا العهد.
فنادى في شعاب مكة ، فاجتمع الناس ، فخطبهم بين الركن والمقام ، وخلع محمدا وبايع للمأمون ، وكتب إلى ابنه سليمان عامله بالمدينة ، يأمره أن يفعل مثل ما فعل ، فخلع سليمان الأمين وبايع للمأمون (١) وذهب لمقابلة المأمون في مرو (٢) ، حيث تيمّن ببركتي مكة والمدينة ، وأعاد المأمون البيعة لداود بن عيسى على مكة والمدينة ، وأضاف إليه ولاية عك (٣) ، وأعطاه ٥٠٠ ألف درهم معونة (٤) وظل واليا على الحرمين حتى سنة ١٩٩ ه عندما قدم الحسين بن الحسن .. ابن الأفطس ، إلى مكة بقصد احتلالها ، ترك داود مكة ، ورفض القتال قائلا : والله لئن دخلوا من هذا الفج ، لأخرجن من هذا ، وفي رواية للذهبي :
أن مسرورا (الخادم) قال لداود : تسلّم ملكك ، وسلطانك إلى عدوك ، ومن لا يأخذ فيك لومة لائم في ابنك ، ولا حرمك ولا مالك!! قال داود : أي ملك لي!! والله لقد أقمت معهم حتى شيخت فما ولوني ولاية حتى كبرت سني ، وفني عمري ، فولوني الحجاز ما فيه القوت ، إنما هذا الملك لك ولأشباهك ، فقاتل إن شئت أو دع ، فانحاز داود من مكة .. وشدّ أثقاله على الابل ، فوجه بها في ناحية العراق. وافتعل كتابا من المأمون بتولية ابنه محمد بن داود على صلاة الموسم ، ثم أوصاه بالمغادرة بعد اقامة الموسم إلى بستان ابن عامر (٥).
وقد جرت في عهده اصلاحات هامة في الحرمين والكعبة (٦).
وفي خبر نادر عن صاحب صبح الأعشى للقلقشندي (٧) : وذكر يوسف بن مسلم أن زيت قناديل مسجد النبي صلىاللهعليهوسلم كان يحمل من الشام حتى انقطع في ولاية جعفر بن سليمان الأخيرة
__________________
(١) تاريخ خليفة ص ٧٥٢ ، المحبّر ص ٣٩ ، غاية المرام ج ١ ص ٣٧٤
(٢) مرو : مدينة في بلاد فارس ، يخترق شوارعها نهران ، نهر الزريق ، ونهر الشاه جان.
(٣)عك:اسم قبيلة في اليمن ، يضاف إليها مخلاف باليمن،ومقابلة مرساها دهلك،معجم البلدان ج ٤ ص ١٤٢
(٤) تاريخ الطبري ج ٨ ص ٣٨٩ ، الكامل في التاريخ ج ٦ ص ٩٦ غاية المرام ج ١ ص ٣٥٥ ، اتحاف الورى ج ٢ ص ٢٦٢ تاريخ ابن خلدون مجلد ٣ ص ٥٠٥ ، تاريخ الاسلام ص ٤٣ ، ٤٤ ، حوادث سنة ١٩٦ ه ، تاريخ الاسلام ت ١٤٤ ص ١٤٧
(٥) له نفس المصادر السابقة والصفحات تاريخ الطبري ج ٨ ص ٥٣٢
(٦) تاريخ الطبري ج ٨ ص ٣٨٩ وما بعدها ، اتحاف الورى ج ٢ ص ٢٤٨ ، مروج الذهب ج ٤ ص ٤٠٤ ، أمراء مكة المكرمة ص ٢٧٧ ، ٢٧٨
(٧) صبح الأعشى ج ٤ ص ٣٠٤