ثم وضل الضّحّاك بعد ذلك إلى صنعاء في آخر الشهر. وخطب الضحاك للأمير أبي الجيش بن إبراهيم بن زياد يوم الجمعة لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثلاث هذه.
وتوفي أبو العشيرة بن الروية وأبو عيسى التّرخمي ويوسف بن يوسف (١) بن أبي الفتوح بن يوسف في سنة ستين وثلثمائة.
وكان دخول الأمير عبد الله بن قحطان زبيد بعد أن عامل أبا الفتح بن زياد على رسم يرفعه إليه فلم يتم أبو الفتح بذلك [٢٧ ـ أ] وكانت الأحوال قد اضطربت على أبي الفتح. وخالف عليه من الحرّابة الأحبوش (٢) وحكم (٣) والأشاعر (٤) وبعض الفرسانيين (٥) وانتهضوا منهم يحيى بن الهادي فخرج أبو الفتح إلى الكدرا (٦) فأقام يحيى بن الهادي في البلد وخطب لنفسه بالإمامة ولابنه الحسن بالإمارة فجمع أبو الفتح الأحبوش وسار يريد زبيد فخرج ابن الهادي في لقائه فكانت الدائرة على ابن الهادي وأسر هو وابنه ودخل بهما أبو الفتح زبيد فحبسهما وقيّدهما وضربهما وضيّق عليهما وهمّ بقتلهما.
فسار الأمير عبد الله بن قحطان حتى صار في المحطاب (٧) وأقام بذلك الموضع أياما فخرج أبو الفتح لمحاربته فكانت الوقعة بينهما في مكان يسمى الحجوة (٨) يوم الأربعاء لثلاث باقية من صفر سنة تسع وسبعين وثلثمائة.
__________________
(١) الأحباش.
(٢) القبيلة المعروفة.
(٣) كذا في الأصل.
(٤) القبيلة المعروفة.
(٥) فرسان بالتحريك قبيلة من تغلب وبعضهم يقول من حمير وكانوا قديما نصارى وإليهم تنسب جزائر فرسان من جزر اليمن في البحر الأحمر حذا جيزان ومنهم طائفة في موزع «الاكليل ٢ : ١٩٣ ، والصفة : ٩٦».
(٦) الكدراء : مدينة على وادي سهام في الشرق الجنوبي من الحديدة فيما بين المراوعة والمنصورية (معجم : ٥٣٥).
(٧) كذا في الأصل ولعلها الخطاب قرية شمالي صنعاء من أعمال همدان (معجم : ١٨١).
(٨) لم أجدها.