الأقياني عن القضاء ، واستقضى عبد الملك (١) بن عبد الرّحمن الابناوي (٢) ممن سكن ذمار ، فأقام باليمن وقتل من أهلها بشرا كثيرا وكان عمر بن إبراهيم بصنعاء قائما بشأن إبراهيم بن موسى حظيّا عنده لا يقدّم عليه أحدا.
ثم بعث المأمون بن هارون : محمد بن علي بن ماهان على اليمن فوجّه ابنه عبد الله بن محمد فلقي إبراهيم بن موسى بصنعاء ومن كان معه من أصحابه فقاتلهم فانهزم عنهم إبراهيم بن موسى ، ودخل صنعاء.
وكان إبراهيم يتردّد فيمن كان معه في القرى التي حول صنعاء من مخلاف الخشب (٣) وماذن (٤) وخولان (٥) ، حتى اجتمعت إليه جماعة كثيرة ، فسار إلى صنعاء فخرج إليه عبد الله بن محمد بن ماهان فيمن كان معه من الجند ، ومن اليمانية فالتقوا بطرف صنعاء. في موضع يقال له خشب شعوب فاقتتلوا فهزمه عبد الله بن ماهان وقتل من أصحابه وأسر أسراء فقدم بهم صنعاء. (٦)
وقد كان يوم دخل صنعاء قتل القاضي عبد الملك بن عبد الرّحمن
__________________
(٥) مأذن مخلاف قديم بالغرب من صنعاء كان يشمل وادي ضهر وريعان وضلع قبل اندماجهما في ناحية همدان صنعاء انظر معجم البلدان اليمنية : ٥٥٥.
(٦) خولان ناحية وحي مشهور في اليمن.
(١) هو قاضي صنعاء ومحدثها له المسند تولى القضاء بذمار وقتل سنة ٢٠٠ انظر : اللباب في الأنساب ١ : ٥٣١ وتاريخ البخاري ٦ : ٤٣٢ والخلاصة ٢٤٤ وتاريخ صنعاء : ٥٧٤.
(٢) في التاريخ للمجهول (لوحة ١٦٦) : «واستقضى عبد الملك بن عبد الرّحمن العمري بصنعاء وكان يقوم بشأن إبراهيم بن موسى العلوي وكان خطيبا عنده ولا يقدم عليه أحدا فأقام إبراهيم بن موسى باليمن فقتل بشرا كثيرا. وعلى قضاء صنعاء يومئذ عن أمره عبد الملك الذماري من الأبناء وكان ممن سكن ذمار».
(٣) بهجة الزمن : ٣٧ والسلوك ١ : ٢١٦ وتاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٤٨ وفيه يرد اسمه هكذا : حمدويه بن علي بن عيسى بن ماهان. ولعلّه الصواب.
(٤) الخشب : بلد من ناحية أرحب.