فوثقوا بذلك. وحمل
العسكر [٣٧ ـ ب] كله عليهم وهم لا يقاتلون أحدا. فقتل منه جماعة من وجوههم وأخذت
كافة خيلهم وجميع سلاحهم ، وقتل من عسكر ابن مروان خلق عظيم لا يحصى ، والتقى ابن
أبي الفتوح المنصور والإمام في الهان. واجتمع العسكران ، ودخل المنظر وأخذ ثقل ابن
مروان كله وذلك في يوم الاثنين لاحدى وعشرين من رجب سنة ثلاث وأربعمائة.
ولما سار الإمام
المهدي إلى الهان اجتمع أهل البون وتحالفوا على الخلاف ونهب دور الشّيعة فكتبوا
أهل صنعاء إلى المهدي فخاف على صنعاء أن يسبق عليها فخرج من الهان فبات يسري طريق
الحقلين وأخذ معه المنصور ابن أبي الفتوح خوفا للطريق. فبلغ صنعاء وحطّ عند أحمد
بن الهواش وبان الخلاف من أهل البون وقتلوا عبدا كان له.
فلما كان ثاني
وصوله سار المهدي إلى البون فبات في الخشب. ثم نزل فهجم على بني القديدي في عمران
وأحرق ، ثم سار يريد صليت لهدم دار زنيخ بن حماد فقاتلوه فأصيب إسحق بن حماد ،
وأصيب من أصحاب الإمام جماعة ، ولم يفت أحد بينهم وسار الإمام حتى وصل حمدة وبلغ الخبر
إلى صنعاء ان الدائرة وقعت على الإمام فأغار من كان في صنعاء من همدان فدخلوا دار
ابن خلف حيث كان جعفر ، فأخذوا ما كان له من فرش وسلاح.
وكان بنو المختار قد وصلوا به وبالإمام وهم [٣٧ ـ أ] في الدّار فأخذ جميع ما
كان لهم وأذم عليهم ناس من بني حماد ومن بني يقظان على أنفسهم وخاف الناس خوفا
عظيما ، وأخذ رجل من بني الهواش ، ودور الشيعة كلها دخلت ونهبت ، فوصلت كتب الإمام
ووصل من الشّيعة جماعة ، وأمر الإمام بالشدة على كل من أخذ لبني المختار شيئا ،
ووصل في ذلك النهار يحيى بن أبي حاشد. فاستفدى رحل بني المختار ، وأخذهم من همدان
،
__________________