ثم وصل الضّحاك بن أبي جعفر أحمد بن قيس هذا إلى صنعاء في عشية الأحد السادس من شعبان سنة سبع هذه. ونزل في دار كانت (١) الحسن بن أبي عقبة ، فأقام إلى يوم السبت يوم اثني عشر من شعبان هذا. وعاد راجعا إلى ريدة. وخلف؟؟؟ الصّباح بن خلف واليا على البلد. وخلف معه أعرابا من ريدة. وخرج بكرة ، فلما كان نصف النّهار اجتمع ناس من همدان ممن سكن صنعاء ، وفيهم ذعفان بن جعفر فطردوا أبا الصباح والعمال ورفعوا الأمر وهدموا مجلس أصحاب الزكاة وأخرجوا من كان في الحبس وتعطلت البلد من السلطة. ووقعت الخرّابة (٢) في الطرق والأخذ في القرية. ومد كلّ سفيه يده وجبوا شعوبا (٣) لأنفسهم.
ووصل خبر ذلك إلى الضّحاك وأهل البون فغضبوا وساروا ، وسار الضحاك من ريدة في همدان ، وبات في الخشب ، وصار في شعوب فهدم فيها دورا ، ونهب ، وأخذ من أهل شعوب حبساء. وجباهم جباء تعبا. ودخل صنعاء وقبض من أهل صنعاء الواجبات [٥٧ ـ أ] ولم تنفع فيه مسألة أحد من همدان ولا شفّعهم بشيء.
ووجّه علي بني شهاب يأمرهم بالتّخلية عن المعلل (٤) فوصله أحمد بن أحمد بن سلمة وعاملوه على أن له النّصف. وسار يوم الثاني إلى ضلع فأخذ منهم حبساء. ولم يجد في ردعهم أحدا فهدم دورها. وسار المغرب والنّاس يلقوه بالطاعة ويدفعون الحبساء. ودفع إليه بنو شهاب حبساء. فوجّه إلى ريدة زيادة على المائة حبساء وعاد ريدة يوم الخميس يوم التاسع وعشرين من شهر
__________________
(١) بياض في الأصل.
(٢) هنا بالخاء المعجمة ونعلهم ما يعرفون في هذا العصر بالمخربون.
(٣) شعوب : هو ضاحية صنعاء الشمالية سميت باسم شعوب بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ. وفيه باب شعوب والضاحية أمامه إلى قرب الروضة. وقد سبق ذكره.
(٤) المعلل : من جهات حضور وحقل سهمان (انظر الصفة : ١٥٧).