دار ابن فياظ (١) وأمر الخراص (٢) والمأمورين. وشدّ (٣) في البلد. وأقام إلى يوم الاثنين يوم ثلاثة عشر من صفر سنة سبع وتسعين هذه.
وخرج عن البلد راجعا إلى حدقان (٤). وبقت البلد بغير سلطان وكثر السّفيه (٥) وانقطعت الطريق. وقلّ الطعام في صنعاء. وبلغت الكيلجة دينار ونصف ، وبلغ الصّرف أربعين بدينار. ولم يكن يوجد. وتضايقت الأحوال في صنعاء وغيرها ضيقا شديدا. وخرج عنها الناس وتفرّقوا في البلدان بمخلاف جعفر وشبام وغير ذلك. والبلد أيضا منقطعة عن السلطة. إلى يوم الخميس يوم سبعة وعشرين من جمادى الآخرة سنة ٣٩٧ هذه.
ووصل يحيى بن أبي حاشد إلى صنعاء. ونزل في دار الداؤدي.
والأسعار : في الضّيق بحالها. ونفط (٦) الناس ومرضوا. وكان يموت في كل يوم عدة من الناس كثرتهم بسكتة (٧) رحمهم الله. وأعاضهم. فلما كان يوم الخميس يوم خمس وعشرين من رجب [٥٦ ـ ب] سنة سبع وتسعين هذه وصل الضّحاك بن أبي جعفر أحمد بن قيس إلى ريدة. وكاتبته همدان. ووصلته. وسألت أباه أبا جعفر أحمد بن قيس أن ينهضه معهم إلى صنعاء. فخرج يحيى بن أبي حاشد يوم الأحد لآخر يوم من رجب من هذه السنة. وصنعاء بلا سلطان.
__________________
(١) من دور صنعاء في ذلك الوقت (انظر الملحق).
(٢) في الأصل بالمهملات والخراص هم الذين يقدّرون ويحزرون الثمار.
(٣) كذا في الأصل ولعل الصواب وسدّ بالسين المهملة حسب تعبير المؤلف وشد بالشين المعجمة من الشدادة وهي من الوظائف المستحدثة في العصور المتأخرة عن عصرنا هذا في العصر المملوكي وما يليه.
(٤) حدقان : موضع في آخر الرحبة وحداد أرحب في الشمال الشرقي من صنعاء انظر (المعجم : ١٦٠).
(٥) كذا في الأصل.
(٦) نفط الناس : أصيبوا بمرض النّفط وهو الجدري.
(٧) كذا تقرأ وموت السكتة هو موت الفجأة أي السكتة القلبية.