ثم خرج أسعد أيضا إلى المغرب وأقام ببيت نعامة (١). وكتب إلى حمير شبام (٢) أن يصيروا إليه فخرج منهم خلق كثير وبلغ ذلك همدان فسار منهم قوم إلى المغرب معارضين لحمير.
فلما كان في موضع يقال له القفة خرجت عليهم همدان فقتل من حمير قوم وسلب الباقون وأخذ لهم سلاح وخيل وذلك في آخر المحرم من سنة ٣٨٧. وراح أسعد إلى نعظ ووصل الإمام يوسف بن يحيى إلى ريدة وذلك بعد أن خرج عيال المختار من صعدة إلى بني مالك. وأخذ الحاج من أهل صنعاء وأهل صعدة في لوزة (٣) قريب من نجران في ذي القعدة سنة ٣٨٦.
فلما وصل الإمام إلى ريدة حلفت له همدان بالسمع والطاعة وأرسل إلى أهل صنعاء فخطب له فيها وذلك في أول صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. وولي القضاء أبا عبد الله البوسي وعزل ابن النّقوي (٤).
وفي هذه الأيام جرى بين العلويين القاطنين بصنعاء الحسنيين والعباسيين (٥) قتال فقتل المهدي بن إبراهيم وجرى بينهم جراح في الجميع. ومات عبد الله بن قحطان لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول سنة سبع وثمانين وثلاثمائة [٢٧ ـ ب] وولّى ابنه أسعد ووصل الإمام يوسف في آخر جمعة في رجب هذا إلى صنعاء فأقام خمسة أيام ثم خرج إلى ريدة فأقام بها أياما ثم سار إلى حوث في يوم الأربعاء من شعبان سنة سبع وثمانين وأقامت
__________________
(١) بيت نعامة : بفتحات بلدة بالغرب من صنعاء بمسافة ٢٣ ك. م في ظاهر جبل عيبان من الغرب (معجم : ٦٦١).
(٢) هي شبام كوكبان وتعرف أيضا بشبام اقيان مدينة أثرية قديمة سفح جبل كوكبان (ذخار) غربي صنعاء بمسافة ٣٤ ك. م (معجم : ٣٤٢).
(٣) هو القاضي سليمان بن محمد النقوى كان قاضيا على صنعاء في الربع الأخير من القرن الرابع وهو من أحفاد القاضي يحيى بن عبد الله بن كليل وأصلح مسجد فروة بن مسيك سنة ٣٨٨ (أنظر تاريخ صنعاء للرازي : ٥٥٧).
(٤) لوزة انظرها في (صفة جزيرة العرب : ٢٢٨).
(٥) هم أولاد العباس بن علي بن أبي طالب منهم جماعة انظر (نيل الحسنيين : ٢٥٤).