ثم إن الأسقف قال : «أيها المقدم إبق مرتاحا في فراشك ، وقدم إرادتك الصالحة ، وتأييدك الفعلي إلى الرهبان ، وأنا لدي إيمان بالرب بأنك سوف تفعل من فراشك أكثر من جيش كامل ، مع حشد من الرجال المسلحين ، وثرواتهم الوافرة» ، وبما أن الأسقف أصر قال الرجال الكبار الذين كانوا هناك : «أيها السيد الأسقف ، لقد قلت ما بدا جيدا بالنسبة لك ، ولسوف يقوم المقدم بالتشاور ، ويرد عليك» ، وعندما انسحب الأسقف من عند المقدم دعا أعيان أعضاء المجلس الاستشاري للداوية وأقنعهم بالذي قاله للمقدم ، وأرضاهم تماما ، وأجابوه بأن عليه القدوم في اليوم التالي ، وأن يجعل المقدم يعرض هذا أمامهم في الاجتماع.
كيف أقنع أسقف مرسيليا مقدم الداوية ومجلسه ببناء قلعة صفد
وجاء في اليوم التالي الأسقف إلى عند المقدم وطلب منه دعوة مجلسه الاستشاري بسبب أنه رغب في أن يتحدث إليهم حول شيء مهم بالنسبة له ، وعندما قدموا قال الأسقف لهم :
«أيها السادة أنا أفهم بأن رهبانيتكم ، قد بدأت أولا بفرسان مقدسين قد كرسوا أنفسهم كليا من أجل حماية الصليبيين ، والهجوم على المسلمين ، وبما أنهم التزموا بذلك بثبات وإخلاص ، مجّد الرب رهبانيتكم ، وجعلها ذات حظوة لدى الكرسي الرسولي ، ولدى الملوك والأمراء ، واليوم إن رهبانيتكم مشهورة كثيرا ، ومعروفة تماما لدى الرب والناس ، ويبدو لي أن عليكم الآن أن تتبعوا مثل هؤلاء الفرسان المقدسين ، وعندما كنت في دمشق تبين لي من كثير من الناس أنه ليس هناك شيئا سوف يخاف المسلمون منه خوفا عظيما مثل بناء صفد ، ولهذا لقد قيل : إنه مع بناء تلك القلعة سوف تنغلق أبواب دمشق ، ونحن أنفسنا رأينا الموقع وتفحصناه ، وأنه معروف بشكل عام إنه من غير الممكن أن تبني قلعة أو حصنا في هذه البلاد بوساطته يمكن حماية المسيحية بشكل جيد جدا ، وكفر المسلمين به يحارب ، مثل صفد ، ولهذا