قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ صفد

170/280
*

ومنهم الشيخ ابن سلمان من كفركنا ، كان عظيم القوم ، ولم يتزوج قط ، فإنّه أوّاب ، نفسه في العبادة حتّى تفرّد بالسّيادة ، وشهد له من تقبل منه الشهادة بأنّه من أهل السعادة ، اشتهر بأحوال وكرامات ، ولم يزل في المجاهدة حتّى مات.

ومنهم السّيدان العظيمان خلاصة الأحباب : معتب ، وعتاب ، ولدا الشيخ سلام من كفركنا ، نشأا بها وماتا ، وكانا من أهل العرفان ، فأمرهما شائع بين أهل هذا الشّأن ، كان أول فتح معتب ، أنّه قام يصلّي فكشف له عن الحجّاج ، فشاهد أهل عرفة بعرفة ، وذهب مرّة إلى الطاحون بقمح ، فتقوّى به عليه بعض الطلبة ، ولم يمكنه من الطّحن في نوبته من الازدحام ، فطلع معتب إلى ظهر الطاحون ، ورمق بطرفه ، فوقفت الطاحون ، وتعذّر دورانها حتّى طلبه ، وفرغ القمح من الدّلو ووضع به قمح معتب فدارت ، والشّهرة بأحوال هذين السّيدين وما لهما من الكرامات تغني عن البسط في العبارات.

ومنهم السيد العظيم المبرّء من الحيف محمد بن خليف ، كان من طبقة باستواء معتب ، وعتاب قال الأكابر : ابن خليف من أحسنهم اعتقادا ، وأكثرهم اجتهادا ، وله كرامات مشهورة ، وأحوال معروفة ، ومن كرامات الشيخ خليف أنّه أقام أربعين سنة لم يطلع الفجر إلّا وهو على طهارة ، وكان كثير الاجتهاد في العبادة والورع والزّهادة.

ومنهم الشيخ الكبير الشّأن صاحب اللسان في العرفان الحاج موسى ابن عبد الرحمن ، كان من طبقة الجماعة المتقدّمين بل أكثر منهم في الورع والدّين ، وذكر أنّ الشيخ فرج لمّا كان مسلوبا ، ما كان يقبل عليه ، فلمّا عاد إليه حاله وفتح عليه جاء إلى زيارته الحاج موسى بن عبد الرحمن ، فبمجرد إقباله أظهر له البشر ورحّب به من بعيد وقال : هذا باب الفقير ففهم الشيخ فرج أنّه فهم عود حاله إليه ، وأنّ له اطّلاعا على الأسرار والبواطن ذو المهابة والأنوار.