النّائب الأوّل كيكاري العلائي ، وكان رجلا ديّنا خيّرا عفيفا عزيزا على الملك الظّاهر ، وكان حصن قلعة عجلون عند السلطان الملك الظّاهر من أجلّ الحصون قبل صفد ، فجهّز العلائي لمنزلته عنده ، فأقام بالقلعة ولا يستطيع أحد البناء بالمدينة ، خوفا من الافرنج من أهل عكّا وصور وعثليت ، وأقام العلائي مدّة ثمّ رحل إلى رحمة الله تعالى.
فحضر للنّيابة بصفد الأمير سيف الدين طغريل ، الرّجل الصّالح الولي صاحب الترّبة المعروفة ، والقيساريّة العتيقة الموقوفة في سنة خمس وستّين وستمائة ، فأقام مدّة يقصده النّاس للزيارة ، وطلب الدّعاء ، ثم مات ودفن في ترتبه في قبّة تجاه الجامع.
ثمّ حضر للنيابة الأمير سيف الدين بلبان العلّائي في سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، فأقام بها مدّة ، وفي أيامه تكاملت عمارة الجامع الكبير الظّاهري سنة أربع وسبعين وستمائة ، بعد الفتح بعشر سنين ، ثمّ بنيت دار الخطابة بفضلات حجارة الجامع ثمّ بني بعض بيوت بالمدينة تلفيقا بحارة الصّواوين وأطراف حارة الجامع.
ثم مات السلطان الملك الظاهر رحمهالله تعالى ورضياللهعنه في المحرّم سنة ست وسبعين وستماية بدمشق المحروسة ، فتملّك بعده ولده السعيد ، وسلامش كل واحد منهما نحو سنة.
ثمّ تملّك السلطان الملك المنصور قلاوون الصّالحي أبو السلاطين إلى الآن ، حفظ الله نعمتهم ، وأدام ملكهم في شهر رجب سنة ثلاث وسبعين وستمائة.
ثمّ خرج سنقر الأشقر على الملك فتملّك بالشام ، فخرج إليه الملك المنصور فكسره وهزمه ، ثمّ توجه السلطان إلى التاتار فهزمهم وكسرهم (١٩) ومثّل بهم في شهر رجب سنة ثمانين.
وجهّز إلى نيابة صفد حين مات العلائي ، الأمير علاء الدين