وله [من الرجز] :
نمّ لسرّ الكلف المتيّم |
|
صبيب دمع بدم منسجم |
فإن رأت عيناك عين الحرم |
|
سل عند مىّ الوجنتين عن دمى |
واستفت معسول اللّما عن ألمى |
|
كم عبرة يوم النّوى أفضتها |
ودمعة من مقلتىّ أسلتها |
|
وزفرة من أضلعى أشعلتها |
من ناشدى عن كبد أضللتها |
|
بالعصب ما بين الصفا وزمزم |
أيدى النّوى جارت علينا وعدت |
|
وأنجزت فى حيننا ما وعدت |
والعيس فى الحىّ سرت بى وغدت |
|
ما زمزم الحادى بهم إلا حدت |
أكبادنا زمزمة المزمزم |
|
آل إلال ما عرفت فنّهم |
ظنّوا فما أخلف قلبى ظنّهم |
|
كم قلت لمّا أن رأيت ظعنهم |
لا سلّم الله الحداة إنهم |
|
ساروا بسلمى عن لوى ذى سلم |
كيف النوى لآية الصّبا محا |
|
وغيم جفنى مذ أدرّ ما صحا |
وبرّحت بى للغريق البرحا |
|
أخالع البرق عن شمس الضّحى |
طالعة من ليل شعر أفحم |
|
أبرا من السلوان قلبى وبرا |
سويحر اللّحظ بلبىّ سحرا |
|
طاف به إذ طاف أكباد الورى |
أحرم بالحجّ فحرّمنى الكرى |
|
وطيبه أجفان كلّ مغرم |
كحيل طرف ما رنا إلّا رمى |
|
بأسهم تقضى بإهراق الدّما |
ناديته فى حين لبّا محرما |
|
يا قاتلى فى حرم الله أما |
تخاف إهراق دمى فى الحرم |
|
لم أقض من آل إلال وطرا |
فهات خبّر عنهم بما جرى |
|
فكم لهم كفكفت دمعى فجرى |
عرّف دمعى عرفات فترى |
|
غير ادمعى على البنان العندم |