قال عمى : وكان
عبد الرحمن ـ زعموا ـ من أطول الرجال وأتمهم ، وكان شبيها بأبيه ، وكان عمر بن
الخطاب رضى الله عنه إذا نظر إليه قال [من الوافر] :
أخوكم غير أشيب
قد أتاكم
|
|
بحمد الله عاد
له الشباب
|
قال الزبير :
وحدثنى إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهرى عن أبيه ، قال : ولد محمد ابن عبد
الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وهو ألطف من ولد ، فأخذه أبو لبابة عبد المنذر الأنصارى
فى ليفة ، فجاء به النبى صلىاللهعليهوسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما هذا معك يا أبا لبابة؟ قال : ابن بنتى يا رسول الله ،
ما رأيت مولودا قط أصغر خلقة منه. فحنكه رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، ومسح على رأسه ، ودعا له بالبركة. قال : فما رئى عبد
الرحمن بن زيد مع قوم فى صف إلا فرعهم طولا. قال : كان عبد الرحمن بن زيد حين ولى
مكة ولاه ـ يعنى عبيد بن حنين ـ قضاء أهل مكة ، فقال فى ذلك من الحديث ما موضعه
غير هذا. قال : وزوجه عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابنته فاطمة ، فولدت له عبد الله
بن عبد الرحمن. انتهى.
وذكر غير الزبير ،
أنه ولد فى حياة النبى صلىاللهعليهوسلم ، وأتى به إليه جده أبو لبابة بن عبد المنذر ، وقال : ما
رأيت مولودا أصغر منه خلقا. فحنكه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومسح له ودعا بالبركة. فما رئى فى قوم إلا فرعهم طولا.
وكان ـ فيما زعموا ـ أطول الناس وأتمهم ، وكان اسمه محمدا ، فسماه عمر : عبد
الرحمن ، لأنه مر ورجل يسبه ويقول له : فعل الله بك يا محمد.
وولى إمرة مكة ليزيد
سنة ثلاث وستين ، على ما ذكر خليفة بعد عزل الحارث بن خالد بن العاص ، فى سنة ثلاث
وستين ، فأقام الحج فيها عبد الله بن الزبير ، ويقال : اصطلح الناس على عبد الرحمن
بن زيد ، فصلى بالناس ، وقال : لم يحج أمير ، ثم عزل عبد الرحمن وأعاد الحارث.
ومات فى زمن ابن
الزبير بالمدينة قبل ابن عمر. وكان ابن ست سنين ، حين قبض النبىصلىاللهعليهوسلم.
وروى عن أبيه ،
وعمه عمر بن الخطاب. وروى عنه : ابنه عبد الحميد ، وسالم بن عبد الله بن عمر.