إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٥ ]

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٥ ]

21/494
*

قال عمى : وكان عبد الرحمن ـ زعموا ـ من أطول الرجال وأتمهم ، وكان شبيها بأبيه ، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه إذا نظر إليه قال [من الوافر] :

أخوكم غير أشيب قد أتاكم

بحمد الله عاد له الشباب

قال الزبير : وحدثنى إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهرى عن أبيه ، قال : ولد محمد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وهو ألطف من ولد ، فأخذه أبو لبابة عبد المنذر الأنصارى فى ليفة ، فجاء به النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما هذا معك يا أبا لبابة؟ قال : ابن بنتى يا رسول الله ، ما رأيت مولودا قط أصغر خلقة منه. فحنكه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسح على رأسه ، ودعا له بالبركة. قال : فما رئى عبد الرحمن بن زيد مع قوم فى صف إلا فرعهم طولا. قال : كان عبد الرحمن بن زيد حين ولى مكة ولاه ـ يعنى عبيد بن حنين ـ قضاء أهل مكة ، فقال فى ذلك من الحديث ما موضعه غير هذا. قال : وزوجه عمر بن الخطاب رضى الله عنه ابنته فاطمة ، فولدت له عبد الله بن عبد الرحمن. انتهى.

وذكر غير الزبير ، أنه ولد فى حياة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأتى به إليه جده أبو لبابة بن عبد المنذر ، وقال : ما رأيت مولودا أصغر منه خلقا. فحنكه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومسح له ودعا بالبركة. فما رئى فى قوم إلا فرعهم طولا. وكان ـ فيما زعموا ـ أطول الناس وأتمهم ، وكان اسمه محمدا ، فسماه عمر : عبد الرحمن ، لأنه مر ورجل يسبه ويقول له : فعل الله بك يا محمد.

وولى إمرة مكة ليزيد سنة ثلاث وستين ، على ما ذكر خليفة بعد عزل الحارث بن خالد بن العاص ، فى سنة ثلاث وستين ، فأقام الحج فيها عبد الله بن الزبير ، ويقال : اصطلح الناس على عبد الرحمن بن زيد ، فصلى بالناس ، وقال : لم يحج أمير ، ثم عزل عبد الرحمن وأعاد الحارث.

ومات فى زمن ابن الزبير بالمدينة قبل ابن عمر. وكان ابن ست سنين ، حين قبض النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وروى عن أبيه ، وعمه عمر بن الخطاب. وروى عنه : ابنه عبد الحميد ، وسالم بن عبد الله بن عمر.