إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٥ ]

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٥ ]

112/494
*

خارج باب البرقية. وكان الجمع وافرا ، وفاز بالشهادة ؛ لأن سبب موته طاعون أصابه.

وكان مبدأ علته به ، فى يوم الجمعة آخر يوم من ربيع الآخرة ، فمدة ضعفه سبعة أيام ، وعظمت الرزية علىّ لفقده ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكان سماعى لنعيه فى يوم الأربعاء ثانى رجب ، ووصل منه فى هذا اليوم إحسان لى ولغيرى من أقاربه وأصحابه وغيرهم. وكان كثير الإحسان لمن ينتمى إليه. وله فى كبت أعدائى أشياء سارة [من الطويل] :

وما كنت أدرى قبل عزة ما البكا

ولا موجعات البين حتى تولت

وكان مليح الشكالة والخصال ، وله حظ من العبادة. ومن العلوم التى أكثر فيها العناية : الأصلين ، والفقه ، والتفسير ، والعربية ، والبيان ، والمنطق. وكان فى هذه العلوم كثير النباهة.

درس بالحرم الشريف وأفتى ، وولى الإعادة بالمدرسة المجاهدين بمكة ، ولم يباشرها لغيبته بالقاهرة ، والإعادة بالمدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعى رضى الله عنه بالقرافة. وكان مجيدا فى الإفتاء والتدريس والفهم والكتابة ، سريعها.

وكتب بخطه أشياء كثيرة ، لنفسه ولغيره من أصحابه خدمة لهم ، رحمه‌الله تعالى ، وجزاه عنا خيرا.

١٨٦٢ ـ عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد ، يلقب نجم الدين ، ابن القاضى شهاب الدين ، بن العلامة ضياء الدين الهندى المكى الحنفى :

سمع من شيخنا إبراهيم بن صديق ، وغيره من شيوخنا بمكة. وسمع معنا بدمشق من شمس الدين بن السلعوس ، وحفظ كتبا علمية. واشتغل فى بعضها.

وسكن مصر مدة سنين ، وبها مات فى سنة ثمانى عشرة وثمانمائة ، فى أحد الربيعين فيما أظن ، وهو فى أثناء عشر الأربعين.

١٨٦٣ ـ عبد اللطيف بن أبى المكارم أحمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى الفاسى المكى ، يلقب بالسراج إمام الحنابلة ، أخو الشريف أبى الفتح السابق:

سمع من عثمان بن الصفى سنن أبى داود ، ومن جماعة بعده ، وولى الإمامة بعد صهره