__________________
المغيرة يطمع بالخلافة ، فقتلوه وبايعوا هشاما ولقبوه (المؤيد) ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره. ٣ ـ استطاع بدهائه أن يزيح الحاجب المصحفي ، فتزوج من أسماء بنت القائد غالب وبمساعدته استطاع أن يحتل مكان المصحفي ثم يقبض عليه ويسجنه ، ثم يقتله. ٤ ـ وأخيرا انقلب على القائد غالب وتوجه لحربه سنة ٣٧١ ه وقتله في المعركة. ٥ ـ حجب (هشام المؤيد) في القصر وأحاطه بخدم اختارهم لخدمته ومنعه من الناس وألهاه بكل ما يلهو به صبي في مثل عمره. ثم له بعد ذلك ما كان يطمع إليه ، واستأثر بالمالك. ظلت الدعوى في أيامه لهشام المؤيد على المنابر ، أما الملك فله وحده. ولم يضطرب عليه شيء مدة حكمه ، لحسن سياسته وعظيم هيبته. تآمر ابنه عبد الله على قتله مع آخرين ، لأن أباه آثر أخاه عبد الملك عليه ، وهو يظلمه حين يساويه به ، لأنه أكثر منه فهما وأعظم شجاعة ، وأن أباه يفكر أن يعهد إليه بالأمر من بعده ، وربما كان في شعور عبد الله أنه مظلوم شيء من الحقيقة ، لأن أباه كان يشك في بنوته ويعتقد أنه ربما كان ولدا غير شرعي ، بمعنى أن أمه لم تكن قد استبرأت تماما حين تزوجها ، فلم يكن يحبه كإخوته ، فلما اكتشف المنصور المؤامرة قبض على ابنه وأمر بضرب عنقه وقتل المتآمرين معه. غزا المنصور بنفسه خمسين غزوة ، لم ينهزم في واحدة منها طوال حكمه الذي استمر خمسا وعشرين سنة ، وجاست خيله في أمكنه لم يكن قد خفق فيها علم إسلامي من قبل ، وسقطت في يد المسلمين (شنت ياقب) في ولاية (جليقة) وهي أقدس مكان لمسيحيي أسبانيا ، ودانت له ملوك أسبانيا شمالا وجنوبا ، وانتصر على ملوك (قشتالة) و (نفارا) و (قطالونيا) ، وأنزل ببلادهم خسائر فادحة. تزوج ابنة (سانشو) ملك (نفارا) التي اعتنقت الإسلام وتسمت باسم (عبدة) وأنجبت للمنصور ابنه عبد الرحمن الذي