__________________
معافر اليمنية. دخل جده عبد الملك إلى الأندلس مع طارق بن زياد وأظهر شجاعة في بعض العمليات العسكرية فمنح إقطاعات في الجزيرة الخضراء. قدم ابن أبي عامر إلى قرطبة شابا وأتم دراسته في جامع قرطبة ودرس الأدب على يد أبي على القالي ، وقرأ الفقه على يد أبي بكر بن القوطية والحديث على يد أبي بكر بن معاوية القرشي وغيره ، وفتح دكانا عند باب قصر الخليفة ليكتب للناس الطلبات والعرائض والالتماسات ، وسرعان ما استهوى الناس بذكائه ومهارته ، وبلغ خبرة الأميرة (صبح) زوجة الحكم المستنصر وأم ابنه (هشام) فعهدت إليه بالنظر في أمورها ووكلته بإدارة ضياعها الخاصة ، فأظهر كفاءة أعجبت بها وتوسطت عند زوجها الخليفة فولاه أمانه دار السكة (ضرب النقد) وبعد ذلك ولاه قضاء مدينة (ربة) ثم رقاه وولاه الشرطة والإشراف على أموال الزكاة والمواريث ، ثم جعله وكيلا لولده هشام ولي عهده ، ثم رفعه إلى الوزارة. لما مات الحكم المستنصر كان ابنه هشام صغيرا وخيف الاضطراب ، فضمن ابن أبي عامر لأم هشام سكون البلاد واستقرار الملك لابنها. كان يطمع بالاستيلاء على الملك ووضع خطة بارعة نفذها بذكاء وإحكام واتبع في تنفيذها المراحل الآتية : ١ ـ تقرب من جعفر بن عثمان المصحفي ، حاجب القصر ، وصاحب السلطة في الدولة وأقنعه بطرد حراس القصر ، وكانوا من الصقالبة الخصيان ، المعروفين بشدة البأس والقوة ، فنكبهم المصحفي وطردهم من القصر وأبدلهم بحراس اختارهم ابن أبي عامر من البربر. ٢ ـ تقرب بعد ذلك من القائد غالب الناصري وكان من موالي الخليفة عبد الرحمن الناصر وهو من أعظم قادة الدولة وأمير مدينة (سالم) والثغر الأعلى وتآمر ابن أبي عامر معه ومع الحاجب المصحفي على قتل المغيرة أخي الحكم المستنصر وعم هشام بن عبد الملك وكان