إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ أفريقية والمغرب

تاريخ أفريقية والمغرب

تاريخ أفريقية والمغرب

تحمیل

تاريخ أفريقية والمغرب

119/162
*

الأبناء على من بباب سالم من داخل ، فدفعوهم عنهم ، وفتحوا الباب ، وفتح أيضا باب أبى الربيع ، ودخل أصحاب عبدوية ما يدافعهم أحد ، ونزل عبدوية خارجا من المدينة وبدأ أصحابه بدار عبد الله بن يزيد.

ابن عبدوية قريش القشيرى ، وابن الرّبوذى والهيثم بن الرّبيع وغيرهم ، ثم رحل ابن عبدوية من تونس ودخل مالك بن المنذر ، فأقام بها عشرين يوما ، وكان كثير من أصحاب عبدوية المهزومين قد نصبوا بها ، فقال له أصحابه : «دعنا نتّبعهم» فقال لهم : «إنهم وإن خالفوا فإنهم جند أمير المؤمنين» وأبى أن يأذن لهم ، فلما عرفوا ذلك من رأيه انصرفوا عنه وأغاروا على القرى ، فبقى فى أقل من العّدة التى جاء بها من ميلة وقيل لابن الجارود : إن شئت أن تأخذ ملكا أسيرا فأخرج إليه وقد تفرق الناس عنه ، فخرج إليه وعسكر بطساس ، فلما بلغ الناس أن ابن الجارود عسكر ثابوا ورجعوا إلى مالك حتى صاروا فى ألفى فارس ، وسار ابن الجارود حتى نزل بقربة ، وأقبل مالك بن المنذر فالتقوا واقتتلوا ، فانهزم أصحاب مالك ، فلما رأى ذلك حمل فى نفر من أصحابه ، وهو يقول :

يا موت إنّى مالك بن المنذر

أمسك حسن البيض والسنّور

أقتل من صابر ومن لم يصبر

فقام إليه عبد الله بن الجارود ، وهو يقول :

 .. مالك بن المنذر

إنّى أنا قتلت ربّ المنبر

جرعته كأس حمام أحمر

فاصبر ستلقاه وإن لم تصبر

فلما همّ كلّ واحد منهما أن يلقى صاحبه اعترض رجل من أصحاب الجارود مالك ابن المنذر فصرعه وركبه الناس فقتل ، وقتل معه عدة من أهل بيته ، وانهزم أصحابه حتى صاروا إلى الأربس ، ووجه ابن الجارود حمّاد بن حماد واليا على الأربس فبيّته سمدون