أخوه المؤمن إلى ما في يده ؛ فمنعه وسبه وجعل يفتخر عليه بماله ويقول له : أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا. فقال له أخوه المؤمن : إني ما أراك شاكرا الله تعالى ويوشك أن ينتزعها منك. فقال : هذا كلام لا أسمعه ، ومن ينتزع مني ذلك؟ فدعا المؤمن عليه فجاء البحر وأغرق ذلك كله في ليلة واحدة حتى صارت كأن لم تكن
وقد ورد في الكتاب العزيز ذكر قصتهما في سورة الكهف في قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً) إلى قوله : («خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً»).
وكان لتنيس مائة باب. ويقال إن هذه البحيرة تصير عذبة ستة أشهر. ثم تصير ملحا أجاحا ستة أشهر : وهذا دأبها أبدا بإذن الملك القادر.
وبمدينة قليوب بحيرة : ظهر بها في سنة من السنين نوع من السمك كانت عظامها ودهنها تضيء في الليل المظلم كالسراج من أخذ من عظامها عظمة في يده أضاء معه كالشمعة (٣٦٤) الرائقة إلى منزلة وحيث شاء. وأغنت الناس عن إيقاد السرج في بيوتهم ، وإذا دهن بدهنها أصبعا من أصابعه فكذلك تضيء أصبعه كالسراج الوهاج ، حتى حكي أن بعض الناس تلوثت أصابعه من ذلك الدهن فمسح بها في حائط بيته ، فبقي أثر الدهن في الحائط فكان ذلك الأثر يضيء في الحائط كأربع شمعات ثم انقطع مجيء ذلك النوع من السمك فلم يوجد بها شيء منها إلى يومنا هذا.
__________________
(٣٦٤) الشمع : مخلوط دهني رخو في درجة الحرارة العادية ويشتعل بسهولة وهو اخف من الماء ولكن لا يذوب فيه ولا يحتوي على مادة الجلسرين ويستخلص من اصل حيواني او نباتي او معدني والشمع يستخدمه الناس في الإضاءة منذ العصور القديمة وحتى الآن (القاموس ، ج ٤ ، ص ١٤٦).