إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٢ ]

العقد الثّمين في تاريخ البلد الأمين [ ج ٢ ]

69/445
*

وكتب عليه أيضا : الشيخ الإمام العلامة المفتى شمس الدين محمد بن أحمد بن موسى الكفيرى الدمشقى الشافعى ، أحد نواب الحكم بدمشق ، والمفتين بها ما نصه :

الحمد لله حمدا يليق بجلاله. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله.

وبعد : فقد وقفت على هذا التأليف البديع ، وتأملت ما أودع فيه من حسن الترصيع ، فوجدت مؤلفه ـ أدام الله تعالى له التأييد ، وأجزل له من نعمه المزيد ـ قد أحسن فى ترصيعه وأجاد ، وأوضح فيه المشكلات وأفاد ، وهذب ونقح ما حاوله من متعلقات أشرف البلاد ، وأكثر فى تأليفه هذا من الفوائد العجيبة ، والملح المطربة الغريبة ، التى لم يقف الخادم فى هذا الباب على مثالها ، ولم أر من نسج فيه على منوالها ، فنزهت فى رياضه الناظر ، وروحت بالتفكر فى محاسنه الخاطر ، واجتنيت من ثماره الرائقة ، ولخصت من فرائد فوائده الفائقة ، ما يطرب السامع ويوجب المدح والثناء على الجامع :

فلا زال محروس الجناب مؤيدا

مدى الدهر لا يخشى عيون الحواسد

بيت على الطلاب من بحر علمه

جواهر قد أضحت أعز الفوائد

ويوضح منها كل صعب ممنع

ويمنح منها بالعتاق الشوارد

أدام لنا الله الكريم حياته

وأجرى عليه منه أسنى العوايد

وأبقاه فى عز وسعد وسؤدد

وأمن على رغم العدو المعاند

والعبد يعتذر إلى جنابه فى التقصير فى الإطناب ، فماذا عسى أن يقول من ذهل حين رأى العجب العجاب؟ خرس عند ذلك لسانه عن المقال ، وأغرب قلمه عما فى ضميره بلسان الحال مع اشتغال باله ، فقال :

ماذا أقول وماذا قال من سبقت

أقواله فى التقى الطاهر الشيم

قاضى القضاة وبحر العلم ذو نسب

يسود كل نسيب ساد من قدم

من غير أسلافه من كل طائفة

سادت على الغير من عرب ومن عجم

فكم غريب حوى تأليفه ولقد

أبان عن فضله المشهور كالعلم

وعن عوالى أسانيد محررة

تضىء كالبدر يجلو خندس الظلم

فليبق ذا العالى المقدار فى دعة

وفى سرور وفى عز وفى نعم

على تطاول أيام الزمان بلا

خوف ولا فتنة تخشى ولا نقم

على أنى لو أطنب فى مدحه لاعتذرت إليه من التقصير ، وكان الذى أظن أنى قد بالغت فيه بالنسبة إلى فضله يسير ، وليعلم ـ أبقاه الله تعالى ـ أن لسان التقصير قصير :