ودرّس وأفتى ، وكان عفيفا في قضائه ، مصمما مقداما ، كثير التلاوة والطواف والقيام بالليل ، متوددا لبعض الغرباء مكرما لهم مع حدة لسان.
مات في ليلة السبت سادس عشر ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة بمكة ، وصلي عليه بعد صلاة الصبح (١) ونودي بالصلاة عليه فوق ظلة زمزم ، ودفن بالمعلاة بقبر والده رحمهالله وإيانا.
١٠٦٨ ـ علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر التميمي الجيزي الشافعي.
الشهير بابن الجريش ـ بضم الجيم وفتح الراء وتشديد الياء التحتانية بعدها شين معجمة ـ.
نور الدين ، أبو الحسن.
ولد بالجيزة من أعمال القاهرة قبيل الثلاثين ونشأ بها.
وسمع على شيخنا ابن حجر وغيره ، واستجزت له من جماعة.
واشتغل يسيرا عند الشهاب البنبي ، والعلم البلقيني ، وحسين اللاري ، والكمال السيوطي ، والجلال البكري وغيرهم.
وتعانى كأبيه إدارة المعاصر والدواليب فأثري ، وحصل من الكتب النفاس.
وكان زائد الذكاء ، وافر العقل ، ناظما ناثرا ، له فضل وأفضال بحيث يعدّ من الرؤساء.
وحج غير مرة ، وجاور حينا ، ثم سافر بحرا إلى مكة ومعه كتبه ، فحج وجاور فقدرت وفاته بمكة عن بضع وخمسين في سحر ليلة الثلاثاء سلخ
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ٦٢٨.
١٠٦٨ ـ ابن الجريش (قبيل ٨٣٠ ـ ٨٨٠ ه)
أخباره في : الضوء اللامع ٦ : ١٣.