«المهذب للشيخ أبي إسحاق» بكماله.
ومن أول «الوجيز للغزالي» إلى باب الربا ، والنصف الثاني من «الحاوي الصغير» وأوله كتاب النكاح ، وسمع عليه «الحاوي» مرتين ، و «الأذكار للنووي» مرة أو مرتين.
وانتقل إلى مكة في .. (١) فاستوطنها ، وأدّب بها أولاد الخواجا الطاهر بدر الدين ، ولم يخرج منها إلا مرة لزيارة والده ومرة لزيارة النبي صلىاللهعليهوسلم ، وارتحل منها إلى مصر في سنة أربع وخمسين فأخذ بها الفقه عن القاضي يحيى المناوي ، وجلال الدين المحلي ، ثم دخلها أيضا في سنة ثماني وخمسين فأخذ عن المحلي.
وزار بيت المقدس.
وأخذ عن أبي اللطف الحصنكيفي بالقدس في «منهاج الأصول».
ودخل الشام فأخذ يسيرا عن البدر ابن قاضي شهبة ، وشمس الدين البلاطنسي ، وذكر أن ابن قاضي شهبة أذن له بالإفتاء والتدريس.
وتصدى لإقراء الفقه بمكة المشرفة فأخذ عنه جماعة.
وأفتى وتقرر في صوفية الزمامية والجمالية ، ثم ترك الثانية بعد تباينه مع شيخها قاضي مكة برهان الدين ابن ظهيرة ، ونوّه به عند صاحب اليمن علي بن طاهر فصار يرسل له كل سنة بألف دينار يتصدق بها ، ولم يظهر ذلك لأهل مكة ، بل اشترى دورا عند مولد علي وعمّرها ، وظهر ذلك عليه بعد القل ، فلما ظهر لأهل مكة ذلك كتبوا فيه محضرا كتب فيه القضاة والفقهاء ، وأرسلوا به إلى ابن طاهر فقطعها عنه ، فحمل نفسه بغير عيال وتوجه إليه.
أقول : فأكرم مورده وعرض عليه القضاء بعدن فما رضي ، ورتب له طعاما كثيرا ، ورتبه عبد الوهاب في مدرسته التي جددها بزبيد مدرّسا للفقهاء فأقرأ بها في شهر رمضان سنة خمس وثمانين «البخاري» ، ثم سافر في شوال
__________________
(١) بياض في مصورة الأصل قدر كلمة.