رجب ، ثم في مستهل شعبان وصل إلى مكة ، وفي ثانيه دخل مكة وهو لابس الخلعة ، وقرئ توقيعه بحضرة القضاة والأمراء ، وتاريخه ثالث عشر جمادى الآخرة (١).
وفي المحرم سنة ست وأربعين مشى عليه أخوه السيد بركات وبلغ جدة ، وكان بها قبله أخوه السيد علي ، فأشار عليه بعض أصحابه أن يتوجه إلى مكة ويرسل إلى الأميرين اللذين بها والترك والشرفاء ، فتوجه إلى حدّا وأرسل إليهم فجاؤوه ، وتوجه إلى جدة ووقع بينهم القتال في الحدبة ، وخامر بعض أصحاب السيد بركات عليه وهم الأشراف ذوو أبي نمي والقواد ذوو حميضة فكان النصر فيه للسيد علي وأصحابه ، وقتل من أصحاب السيد بركات جمع كثير ، وثبت هو وعبيده فغلبهم الكثرة ، فتوجه هو وعسكره إلى العد ثم إلى صوب اليمن (٢).
وجاود (٣) السيد إبراهيم بين الشريفين بقية صفر وربيع الأول ، وتوجه السيد علي إلى الركاني (٤) ، ثم إلى مكة ، ثم إلى نحو وادي الآبار ومعه ثلاثون مملوكا (٥).
ونقل أعداؤه عنه أشياء أو غروا بها قلب السلطان ، ثم لما وصل مباشروا جدة ومقدمهم الأمير تمراز البكتمري المؤيدي أحد الدوادارية ـ ويعرف بالمصارع ـ في يوم الأحد ثاني شوال سنة ست وأربعين لخوف السيد علي من الأمراء فلم يحضر ، فأرسلوا إليه وامتنعوا من الدخول حتى يحضر فحضر في ليلة الاثنين ، وخلع عليه وقرئ مرسومه ، وفيه : بلغنا أنك متشوش الخاطر ،
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ١٧١.
(٢) إتحاف الورى ٤ : ١٧٨.
(٣) يراد بهذا اللفظ عقد هدنة بين الطرفين المتخاصمين لمدة. إتحاف الورى ٤ : ١٨٢.
(٤) الركاني : بأسفل مرّ الظهران بين جدة وسروعة ، ماؤه أجاج لقربه من بحر جدة. إتحاف الورى ٤ : ١٨٢.
(٥) إتحاف الورى ٤ : ١٨٢.