أنبأنا ما قرض به على كتاب والدي «نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب» فقال :
الحمد لله الذي فضل مكة بالبيت الحرام ، واصطفى من قبائلها في الجاهلية والإسلام بني هاشم الكرام سادات جميع الأنام ، واختار منهم أفصح من بالضاد نطق ، محمدا أشرف مرسل صدق ، وصدق صلى الله وسلم عليه وزاده فضلا وشرفا لديه ، أما بعد : فقد وقفت على كتاب «نهاية التقريب وتكميل التهذيب بالتذهيب» تأليف الشيخ الإمام سائل عنه خير الأنام شيخ المحدثين بمكة بل بالحجاز على الإطلاق لا المجاز ، الحافظ النحرير والعلّامة الحبر الكبير أبي الفضل محمد تقي الدين من بني هاشم ذوي الفضل والجود والإنعام ابن محمد النجم الذي يهتدى به في الظلام ابن القطب أبي الخير محمد بن الجمال محمد بن العفيف عبد الله بن الزين فهد بن البدر حسن القرشي الهاشمي العلوي المكي الشافعي أساميا لم تزده معرفة وإنما لذة ذكرناها أدام الله علوه وسموه وبلغه خيري الدارين مرجوة ، ونظرت في زياداته وكثرة إفاداته فإذا هو كتاب يتناول باليمنى كريم ، وعباب يزخر بالدر النظيم ، لو رآه الحافظ عبد الغني لاستغنى به ، أو المزي لما أبدى ترجمة في كتابه ، أو الذهبي لاقتفى أثره وترجم ، أو العسقلاني لالتقم أباه وأحجم ، وكيف لا ومؤلفه من سادة ما صنعت المحابر إلا لأقلامهم ، ولا عملت المنابر إلا لأقدامهم ، هذا ولسان التقصير عن وصفه كليل ، ونظر العبد في هذا الفن (١) قليل ، والعذر عند كرام الناس مقبول.
وأنشدني في يوم الأحد سادس ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بمنزله بمكة ، ومرة أخرى في يوم الخميس رابع عشري القعدة سنة ست وخمسين بالمسجد الحرام قوله :
__________________
(١) في الأصل : القن.