من «مشيخة ابن البخاري الظاهرية» إلى آخرها مع الترجمة ، «والذيل» إلى آخرها.
وأجاز له في سنة ثمان وثمانين وما بعدها : العفيف النشاوري ، وعبد الواحد بن ذي النون الصردي ، والتقي ابن حاتم ، والقاضي شهاب الدين ابن ظهيرة ، وعز الدين المليجي ، وأبو عبد الله ابن عرفة ، وغياث الدين العاقولي ، وخلق.
وتفقه بالقاضي جمال الدين ابن ظهيرة وغيره.
واشتغل كثيرا وبرع في الفقه واشتهر بمعرفته.
ودخل بلاد اليمن غير مرة طلبا للرزق ، وولي تدريس المدرسة الأفضلية عن الخطيب أبي الفضل بن محب الدين النويري ، وكتب بخطه الحسن الكثير ك «الروضة» ، و «المهمات» ، ودرّس بالمسجد الحرام وانتفع به الطلبة.
وكان ديّنا ، خيرا ، طارحا للتكلف ، كثير التخيل من الناس ، يتوهم عند مكالمتهم قريبا منه أو مارين عليه أو مارا عليهم أنهم يتكلمون فيه ويشيرون إليه.
ومات في ضحى يوم الأحد سابع عشر رجب سنة أربع وثلاثين وثمانمائة بمكة (١) ، وصلي عليه عند باب الكعبة ، ونودي بالصلاة عليه من فوق ظلة بئر زمزم ودفن بالمعلاة ، وكانت جنازته حافلة رحمهالله وإيانا.
أخبرنا الشيخ العلامة وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن الجمال المصري ، إذنا ، والحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر عبد الله بن ناصر الدين الدمشقي ، سماعا من لفظه مرتين قالا : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق الرسام. ح وأنبأتنا به عاليا أم عبد الله عائشة ابنة محمد بن عبد الهادي المقدسي ، قالا : أنا به مسند الدنيا أبو العباس أحمد بن أبي طالب
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ٦١.