وأرسله والده في هذه السنة إلى المدينة لإخراج أميرها جماز فما وجده بالمدينة ، وعاد بالعسكر واستمر متوليا هو وأخوه بركات إلى أن عزلا عن ذلك في سنة اثنتي عشرة ، ثم أعيدا في آخر السنة واستمرا إلى أن عزلا بالسيد رميثة بن محمد بن عجلان في أوائل سنة ثماني عشرة.
ولما عاد والده لإمرة مكة بعد رميثة قدم بركات بالإمرة وحده وصار يدعي له ولوالده ، فغضب السيد أحمد لذلك وجمح عن طاعة أبيه ، فأرسل إليه أبوه من يستعطفه ويعده عنه بذهب ومركوب فلم يمل أحمد لذلك.
واجتمع عليه جماعة من الطماعة ومضوا لجدة وتخطفوا منها أشياء ، ولم يسهل ذلك بأبيه ، ثم إن الذين معه تخلوا عنه لمعرفتهم أن ذلك لا يسهل بأبيه ، فنزل هو بحدّا ثم دخل في الطاعة ، وأقام على ذلك وقتا ، ثم خالف ومضى إلى ينبع وأتى منها مع الحجاج في سنة إحدى وعشرين إلى أبيه بمكة فلم ير ما يعجبه ، فعاد مع الحجاج إلى صوب ينبع بعد الحج من هذه السنة ، ثم عاد لمكة.
وسافر في آخر سنة اثنتين وعشرين مع قافلة عقيل فبلغ هرموز ، وعاد بغير طائل مع قافلة عقيل قبل التروية من سنة ثلاث وعشرين ، ثم سافر قبل موت أبيه إلى العراق هو وأخوه علي ، وجاءا بعد موته بمال جزيل مع قافلة عقيل في سنة ثلاثين فنهب ما معهما ، ثم توجه إلى اليمن فاتفق أن مات في أوائل سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بزبيد من بلاد اليمن ودفن هناك (١) ، ووصل الخبر بذلك إلى مكة في ليلة الأحد تاسع عشر جمادى الأولى من السنة.
__________________
(١) إتحاف الورى ٤ : ١٣٨.