غيرهم.
وقطن بها وتزوج ، ثم رحل إلى الهراة ثم إلى أصبهان في سنة خمس وخمسين ، واشتغل بها على الشيخ طاهر ، وتأهل بابنته ، وأقام بها مدة يسيرة تقارب الشهر ، ثم دخل بغداد وأقام بها ثلاثة أشهر ، ثم قدم إلى مكة صحبة الحاج سنة خمس وخمسين ، وجاور بها سنة ست وخمسين ، ثم سافر صحبة الحاج إلى القدس الشريف ، وأقام به سبعة أشهر ، ثم توجه إلى الشام وأقام بها أياما يسيرة ثم عاد إلى القدس ، ثم إلى القاهرة وأقام بها مدة يسيرة ، واشتغل بها على الشيخ سعد الدين الديري ، ثم ولي مشيخة الخانقاه الباسطية بمكة سنة سبع وخمسين عوضا عن شيخنا الشهاب الشوائطي ، ووصل إلى مكة المشرفة صحبة الحاج ، وأقام بها شيخنا بالمدرسة المذكورة.
ثم ولي إمامة مقام الحنفية بالمسجد الحرام في شهور سنة سبع وستين ، وتدريس درس الخواجا الشمس محمد بن جمعة الهمداني ، ودرس له بمقام الحنفي من المسجد الحرام ، ثم انقطع ذلك لتعطل الأوقاف ، وتدريس مدرسة السلطان صاحب مندوه محمود الخلجي على باب أم هانئ (١) ، ودرس بها وبالمسجد الحرام ، وقرئ عليه في الحديث سماعا.
وألّف شرحا للجرومية سماه «المأمومية في شرح الجرومية».
وتكرر دخوله القاهرة.
وصاهر الخواجا الشمس ابن الزمن على أخته ، وتوصل بجاهه إلى أشياء ، وجاءه مرسوم بالتكلم على المواريث السلطانية فلم يقبل ، وتأثل بمكة دورا
__________________
(١) باب أم هانئ : أم هانئ هي بنت أبي طالب ، وأخت أمير المؤمنين علي ويسمى بباب الفرج ، وقد نسب هذا الباب إلى أم هانئ لكونه واقع عند دارها ، وسماه الفاسي باب الملاعبة ، ويسمى باب أجياد الكبير ، وباب أبي جهل ، ثم أطلق عليه باب الحميدية لأن دار الحكومة التي أسست في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني كانت قائمة أمامه ، وهو باق إلى يومنا هذا ويعرف بباب أم هانئ حتى بعد التوسعة السعودية وهو من أبواب المسجد الحرام الجنوبية. (شفاء الغرام ١ : ٢٣٩ ، أخبار مكة ٢ : ٩١ حاشية ، وتاريخ عمارة المسجد الحرام ١٢٤).