وطفنا به سبعا رملنا ثلاثة |
|
وأربعة مشيا كما قد وعدناه |
كذلك طاف الهاشمي محمد |
|
طواف قدوم مثل ما طاف طفناه |
وسالت دموع من مآقي (١) جفوننا |
|
على ما مضى من أثم ذنب كسبناه |
ونحن ضيوف الله جئنا لبيته |
|
نريد القرى نبغي من الله حسناه |
ينادي (٢) بنا أهلا ضيوفي تباشروا |
|
وقروا عيونا بالحجيج أضفناه |
غدا تنظرون في جنان خلودكم |
|
وذاك قراكم مع نعيم ذخرناه |
فأي قرى يعلو قرانا لضيفنا |
|
وأي ثواب فوق ما قد أثبناه |
وأبدانكم قد طهرت من ذنوبكم |
|
وما كان من رين القلوب غسلناه |
وكل مسيء قد أقلنا عثاره |
|
ولا وزر إلا عنكم قد وضعناه |
ولا نصب إلا وعندي جزاؤه |
|
وكل الذي انفقتموه حسبناه |
سأعطيكم أضعاف أضعاف ضعفه |
|
فطيبوا نفوسا فضلنا قد أفضناه |
رفعت لكم ما لم تر العين مثله |
|
ولا علمت نفس ما قد رفعناه |
فيا مرحبا بالقادمين لبيتنا |
|
إليّ حججتم لا لبيت بنيناه |
علي الجزآ مني المثوبة والرضى |
|
ثوابكم يوم الجزآ نتولاه |
وجاهي وأجلالي وعزي ورفعتي |
|
وجودي ومن قد أمّنا ما رددناه |
فطيبوا وسروا وأفرحوا وتباشروا |
|
وتيهوا وهيموا بابنا قد فتحناه |
ولا ذنب إلا قد غفرناه عنكم |
|
وما كان من عيب عليكم سترناه |
فهذا الذي نلناه يوم قدومنا |
|
وأول ضيق للصدور شرحناه |
ولما كان اليوم الثامن هو يوم التروية وزالت الشمس طفنا فخرجنا لمنى إذ السنة
__________________
(١) كذا في الرحلة الناصرية وفي جميع النسخ عموم.
(٢) كذا في جميع النسخ وفي الرحلة الناصرية ونادى.