قوم لا يشقى بهم جليسهم وهو محل عظيم لا يغضب فيه الرب تعالى وإنما ينظر بالرحمة إلى أهل السعادة من أوليائه فتصيب جميع من فيها وأن الله يغفر الذنوب الكبائر والصغائر لأهل عرفة وانه يعطي عنهم التبعات ويتولاهم بالخصوصية وإن الواقف بها يستأنف العمل فهو كيوم ولدته أمه.
وهذا كله نص عليه الفاسي في شرح دلائل الخيرات وأن الشيخ زروق رجح القول بالتكفير بالحج للصغائر والكبائر خلافا لا بن عبد البر ومن تبعه القائل بأن الكبائر لا تغفر إلا بالتوبة أو بفضل الله تعالى لأن التكفير خاص بالصغائر وهذا القول خلاف المعتمد وإن قال بعض انه مجمع عليه لأن من فضل الله تعالى أن تغفر الذنوب بأعمال الصالحات وهو من فضل الله قطعا إذ لا مانع عقلا ونقلا لا سيما وقد نص عليه غير واحد وانه روي في ذلك أحاديث صحيحة فلم يبق إلا الجزم به أو ترجيحه ويعضد هذا ما وقع لنا من المرائي الحسنة التي لا شك فيها إذ لا يمكن إفشاؤها وفي التلويح ، ما يغني عن التصريح ، وفي الإشارة ، ما يغني عن العبارة.
ثم أن من فضل الله علي أني نزلت على بغلتي ونويت رؤية الخطيب الذي يخطب بها لتعلق همتي به وتاقت نفسي أيضا لسماع كلامه وهو لا تمكن رؤيته لازدحام الناس عليه ربما قاصده أن احتمل المشي إليه والاجتماع به مات أو أنكسر وذلك معلوم بالعيان إلا من سبق إلى مكان قبل اجتماع الجموع فيها فتوجهت إلى موضعه ورأيته فدخلت الصف الذي يليه والناس حوله بالأعمدة يضربون من يريده فلما توجهت إليه ودخلت من حوله وإذا بالناس تركوا لي ممرا إليه وفرجة لديه إلى آن وصلت إلى الضرابين بالأعمدة فأتى إلي واحد منهم فأخذ بيدي إلى أن بلغ بين إليه وسلمت على ركبته وسمعت كلامه أعني خطبته وتبسم في وجهي وانبسط ولم ينقبض وهو رجل شريف كبير السن وكلامه عليه حلاوة وطلاوة يعلوه نور وهو أجمل خلق الله قدا