طول المدة ويتحسرون على عدم قضاء الوطر والحاجة.
وقد اجتمعت أيضا هناك مع جماعة من الفضلاء وجم من النجباء أولاد الجمني الذين هم في نفزاوة فاستفادوا منا واستفدنا منهم.
وكذا بعض الفضلاء منهم من جربة القريبين لسيدي إبراهيم الجمني الكبير الذي أخذ عن الشيخ الخرشي وهو شيخ شيوخنا وكذا سيدي إبراهيم الصغير ولهم مدرسة في جربة عظيمة معلومة تكاد أن تكون من المواسم المعلومة غير أني ما دخلتها ولكن ناو دخولها إن شاء الله وفضائل سيدي إبراهيم الجمني من زهده وورعه وتواضعه وتهجده ونصحه للطلبة وتحمله الأذى من خوارج جربة وصبره وتصبره على إظهار السنة وإخماد البدعة وغير ذلك من أخلاقه السنية كثير لا تعد ولا تحصى لا تضبط ولا تستقصى وقد انفعلت سريرته وأثرت همته في أصحابه الآخذين عنه كما هو مشهور عن أشياخنا كالعلاة الفاضل المحقق الكامل سيدي عبد الله السوسي ومثله سيدي يحيى بن حمزة وبعض الفضلاء من تونس ممن كان حيا الآن يحكي لي عنه أشياء عند أخذه علي بعض الفنون من العلم كالمعالم للإمام الفخر الرازي والفتوحات لابن عربي وعقيدة ابن الحاجب وقد ختمها علي وغير ذلك من العلوم أيده الله بنصره وهو كبير السن ظاهر الفضل والشأن.
وأما الصالح على الإطلاق ، والعالم العارف بالاتفاق ، سيدي موسى الجمني الذي تؤخذ الآن عنه (١) العلوم والفنون شتى تأتيه الطلبة من كل البلاد ، وتشد إليه الرحال من جميع العباد ، فقد ظهر فضله وانتشر علمه وثبت حلمه عند كل الناس في تل الأقطار ، وتبين فضله في جميع القرى والأمصار ، فحقيق به لأنه أهل لذلك ،
__________________
(١) في ثلاث نسخ الذي كان حيا الأن تؤخذ عنه.