وضوئهم غسل الأيدي من الأكتاف إلى غير ذلك من أرائهم الواهية.
قال والأفعال التي حكينا عنهم منها ما شاهدناه وهو ما نصصنا عليه ومنها ما حكاه الشريف في كتاب المؤلف للجان ورأيت منهم أقواما قد نحلت من العبادة أبدانهم واصفرت ألوانهم باقين في ذلك على أصلهم الفاسد من تكفير العصاة وأظهروا شيخا يعرف بعبد الرحيم الزواوي وجميعهم يعظمه ويقدمه رياسة وسنا وصلاحا بزعمهم اجتمعت به فرأيته شيخا مجتهدا في العبادة حسن السمت إلا انه باعتقاده الفاسد قد ضيع أعماله وخسر حاله ومآله وتوسمت في أحد ممن وصل معه الطلب فتكلمت معه فوجدته قد شارك في طرف من العلم وأنجر الكلام معه من التحدث في أهل المعتقد إلى التحدث في مسألة المسح على الخفين في الطهارة فشنع بها على مثبتيها كثيرا وفاقا لمذهب الخوارج فذكرت له بعض الأحاديث الواردة في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها بالجملة وقال هذه أخبار آحاد لا يجب العمل بشيء منها قال وقد نص لنا سيدي أبو يزيد مخلد بن كيداد على بطلان ما كان من الأحاديث يناقض أصلا من أصولنا فلعنت النص ومن نصه.
وقد وافقت الخوارج على إنكار المسح على الخفين أضدادهم من الشيعة مستندين في إنكاره إلى ما رووه عن علي رضوان الله عليه أنه كان لا يرى المسح وذلك غير صحيح عنه فإن حديث التوقيت في المسح وهو حديث صحيح يروى وقد تغالى الشيعة في هذا واتخذوه شعارا حتى أن الواحد من غلاتهم ربما تألّى فقال برئت من ولاية أمير المؤمنين (١) ومسحت على خفي إن كان كذا وإلى هذا أشار الشاعر بقوله لما حبسه الحسن بن يزيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان واليا على المدينة من قبل أبي جعفر المنصور فكتب له من السجن :
__________________
(١) في الرحلة الناصرية ولاة المؤمنين.