الهلكة وكذا غيره من عامر.
ثم أن الفقيه الشريف سيدي عبد الله بن رحاب ضاع له الجمال ودينه لم يقتضه فأراد التأخر إلى أن يقدم الفاسي فلم نتركه فتسلفنا من عند من فيه الخير من الركب فقدم والحمد لله على اتصال الرفقة فانفصلنا عن الشيخ امنصير فأعطاني فرسا في ديني الذي هو في المنصورة فلما رآه صاحبه يخلص أو رآنا على الطريق قدم فتحركت نيته فتركته فأتى أخوه جزاه الله خيرا فقال نحن تولينا مدينك وإن لم تركب عليها قتلتها فركبت عليها وتولى غريمنا ثم قدم معنا مودعا إلى أن دخلنا الرمل فبعث إلينا بعض الأجناد من المنصورة بعثه الباي خليل ليجبر أهلها على إعطاء دين الحجاج فأرادوا رجوع الركب فامتنعوا فقلت للشيخ أرجع أنت وبعض الناس وأنا أذهب مع الركب ساعة فنزل على الماء فلما انفصلوا عنا قالوا ما ليس لنا إلا المشي وعدم انتظارهم فمشيت معهم حتى سكن غضب أهل الركب فأمرت العلام بالنزول انتظارا للشيخ وأصحابه ممن ذهب إلى المنصورة فلما مر الثلث من الليل وإذا بمن ذهبوا إلى المنصورة رجعوا فأتوا ببعض ديونهم وأقتضى الشيخ امنصير شيئا من ديوني ولم يبق على غريمي إلى القليل.
فلما أصبح الله بخير الصباح ظعنا أيضا والشيخ امنصير وأصحابه معنا يودعوننا ويقتضي ما بقي له من أجرة اقتضائه الديون التي للحجاج فلما أراد الانفصال خادعه الحاج ساعد من أولاد موصلي والحاج ابن زكريا فصاح بنا يا فلان قد خدعني الحاج في عنايتكم فرجعت إليه أشليته عليه هو وأصحابه فلما رآني تقوى بي ورجع الشيخ أيضا لما سمع العراك فأراد الشيخ أن يضرب الحاج ساعد بالبشطولة فمسكناه وكذا الحاج ساعد أراد أن يضرب الشيخ فحجزنا بينهم فطاب قلب الشيخ الحاج امنصير ورجع طيب النفس سالم الخاطر جعل الله البركة في ذريته وكان لنا وله في الدنيا