ذكر المشاهد التي ينبغي للحاج أن يزورها بمكة شرفها الله تعالى
منها الدار التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد اتخذت الآن مسجدا ومزارا عظيما تفد إليه الوفود من كل ناحية أيام المولد النبوي هذا على ما علم مما وقع من الاختلاق في كتب السير في مولده صلى الله عليه وسلم هل هو بمكة أو بالأنواء وعلى انه بمكة فقيل بالشعب وقيل بالمحصب إلى غير ذلك من الأقوال ولا أدري من أين أخذ الناس تعيين هذا المحل بالخصوص اللهم إلا أن يثبت أن تلك دار والده صلى الله عليه وسلم فيترجح القول بأنه في مكة بقضية عادية وهي أن ولادة الإنسان في الغالب في منزل والده وأن أريد بالشعب شعب أبي طالب الذي انحاز إليه مع بني هاشم وبني المطلب في قضية الصحيفة فلا يبعد ذلك لأن هذه الدار قريبة من الشعب من أسفله والعجب أنهم عينوا محلا من الدار مقدار مضجع وقالوا انه موضع ولادته صلى الله عليه وسلم.
قال شيخنا أبو سالم ويبعد عندي كل البعد تقييد ذلك من طريق صحيح أو ضعيف لما تقدم من الخلاف في كونه بمكة أو غيرها وعلى القول بأنه فيها ففي أي شعابها وعلى القول بتعيين هذا الشعب ففي أي الدور وعلى القول بتعيين الدار فيبعد كل البعد تعيين الموضع من الدار ، بعد مرور الأزمان والإعصار ، وانقطاع الآثار ، والولادة وقعت في زمان الجاهلية وليس هناك من يعتني بحفظ الأمكنة لا سيما مع عدم تعلق غرض لهم بذلك وبعد مجيء الإسلام فقد علم من حال الصحابة وتابعيهم ضعف اعتنائهم بالتقييد بالأماكن التي لم يتعلق بها عمل شرعي لصرف اعتنائهم رضي الله عنهم لما هو أهم من حفظ الشريعة والذب عنها بالسنان واللسان وكان ذلك هو السبب في خفاء كثير من الآثار الواقعة في الإسلام ومن مساجده عليه الصلاة والسلام ومواضع غزواته ومدفن كثير من أصحابه مع وقوع ذلك في