خمسمائة سنة وعشرين سنة كما سبق وأول من تسمى باسم الإضافة إلى اسم الجلالة المعتصم انتهى من عقود الجمان في مختصر أخبار الزمان للعلامة الشيخ محمد الشاطبي باختصار من أبواب شتى والتقاط من نصوص فصوص الأسطار ، مع التقديم والتأخير بحسب ما ظهر للأنظار ، وذلك كقطرة من أقطار البحار ، وإنما نقلت ذلك وأسسته هنا أي في رحلتي هذه تبركا بهم واغتناما ، وتكريما لهم وتعظيما واتخذت ذلك بين بني أمية وبينهم سبيلا قواما.
وأما ملوك مصر وهم العبيديون الذين تسموا الفاطميين فسأذكرهم بعد إن شاء الله عند التحدث عن أحوال تونس إن يسر الله ذلك وهم ليسوا من ذرية فاطمة ولكن من ذرية علي وسبب تسميتهم بذلك في هذا الكتاب.
ومن عجائب ما قع في الأرض جزيرة الأندلس دارت بها البحور من كل جهة وليس لها إلا باب واحد من ناحية المشرق ووسعه مسيرة يومين.
ومن عجائب النيل أن جميع أنهار الدنيا تجري للمشرق أو المغرب ولا يجري للشمال نهر إلا النيل فانه يشق خط الاستواء ويسير إلى بلاد الحبشة إلى بلد كوكو إلى أسوان إلى مصر إلى أن يقع في بحر الروم من مدينة تنّيس ومدينة دمياط وإذا قل ماء جميع الأرض تقوى النيل وزاد وفاض فيخرج على الأرض عشرين ميلا وأكثر وأقل بحسب انخفاض الأرض وارتفاعها وفيه سمك كبير يمسح السمك بجناحيه ثم يلتقمه بفيه والنيل ينزل من جبال الذهب المجلوب منها التبر وتسمى جبال توتا ثم ينتهي إلى جبل الأركان إلى الزنج إلى الحبشة إلى مصر إلى البحر.
وأما صحاري هذه الجزيرة فعجائبها لا تسع هنا وقد شق هذه الجزيرة جبل درن وهو من أكبر جبال الدنيا الطرف الغربي منه متصل بالسوس والطرف الشرقي ينتهي