طبرستان وزنه ثمانمائة وأربعون مثقالا وقد غاص في الأرض أربعة أذرع وسمعت هدته على مسيرة ستة عشرة فرسخا وفيها أيضا خسفت ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان فلم ينج منهم إلا أربعة عشر شخصا فأسكنهم أمير القيروان خارج المدينة وقال لهم أنتم من المغضوب عليهم فلا تدخلوا عندنا وفيها أيضا رجمت قرية من نواحي مصر بخمسة أحجار في كل واحدة خمسة أرطال وأحرقت كل ما مسته وكذا طائر أبيض دون الرخمة وفوق الغراب يصيح بلسان عربي مبين أيها الناس اتقوا الله إلخ وكذا سقط طائر أبيض على جنازة رجل يصيح بالفارسية إن الله يغفر لهذا الميت ولمن حضر جنازته وكذا زلزلت انطاكية فسقط فيها ألف وخمسمائة دار ووقع من سورها نيف وتسعون برجا ولما بنى قصر الجعفرية قال لأبي العيناء كيف ترى هذا القصر قال القصر في الدنيا وأنت تبني الدنيا في القصر وفي ولايته مات أحمد بن حنبل رضي الله عنه ودفن بباب حرب بالجانب الغربي.
وبويع المنتصر بالله بن جعفر المنصور سنة سبع وأربعين ومائتين وكانت ولايته ستة أشهر ولما رجع من حجه دخل الحمام ثم احتجم فحم فمات من فوره وقيل احتجم بحديدة مسمومة.
وبويع ابن عمه المستعين بالله بن المعتصم يوم موت المنتصر وذلك سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وبويع محمد المعتز بالله ابن المتوكل على الله سنة اثنتين وخمسين ومائتين وكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر أيامه أيام فساد وفتنة.
وبويع جعفر (١) المهتدي بالله سنة خمس وخمسين ومائتين وقد قطع الملاهي وقطع
__________________
(١) كذا في جميع النسخ والمشهور في كتب التاريخ ان اسمه محمد بن الواثق.