ومن عجائب الإسكندرية السواري والملعب الذي كانوا يجتمعون فيه في يوم من السنة ويرمون بالاكرة فلا تقع في حجر واحد منهم إلا ملك مصر وكان يحضر هذا الملعب ما شاء الله من الناس ما يزيد على ألف ألف رجل فلا يكون منهم أحد وهو ينظر في وجه صاحبه ثم أن قرئ كتاب سمعوه جميعا أو لعب لون من الألوان في ذلك الملعب رأوه عن آخرهم.
وقد حضر سيدي عمرو بن العاص رضي الله عنه هذا الملعب معهم في الجاهلية وذلك انه قدم لبيت المقدس في نفر من قريش لتجارة فإذا هم بشماس من شمامسة الروم من أهل الإسكندرية قدم للصلاة في بيت المقدس فخرج في بعض جبالها يسيح وكان عمرو يرعى إبله وإبل أصحابه وكانت رعاية الإبل بينهم نوبا فبينما عمرو يرعى إبله وإبل أصحابه إذ مر به ذلك الشماس وقد أصابه عطش شديد في يوم شديد الحر فوقف على عمرو فاستسقاه فسقاه عمرو من قربة له فشرب حتى روي ونام الشماس مكانه وكان إلى جانب الشماس حيث نام حفرة فخرج منها حية عظيمة فبصرها عمرو فنزع لها بسهم فقتلها فلما استيقظ الشماس نظر إلى حية عظيمة قد أنجاه الله منها فقال لعمرو وما هذه الحية فأخبره الخبر عمرو وانه رماها بسهم فقتلها فأقبل إلى عمرو فقبل رأسه وقال قد أحياني الله بك مرتين مرة من شدة العطش ومرة من هذه الحية فما أقدمك هذه البلاد قال قدمت مع أصحاب لي نطلب الفضل من تجارتنا فقال له الشماس وكم ترجو أن تصيب من تجارتك فقال رجائي أن أصيب ما اشتري به بعيرا فأني لا أملك إلا بعيرين فأملي أن أصيب بعيرا آخر فتكون لي ثلاثة أبعرة فقال له الشماس أرأيت دية أحدكم بينكم كم هي فقال مائة من الإبل فقال له الشماس لسنا أصحاب إبل بل إنما نحن أصحاب دنانير فقال تكون ألف دينار فقال له الشماس أني رجل غريب في هذه البلاد وإنما قدمت أصلّي في كنيسة بيت المقدس وأسيح في هذه البلاد شهرا جعلت ذلك نذرا على نفسي وقد قضيت ذلك وأنا أريد الرجوع إلى